الرئيسيةالأولىالمولد النبوي الشريف رأي في نشأة الإحتفال….مظاهره في القصر الكبير

المولد النبوي الشريف رأي في نشأة الإحتفال….مظاهره في القصر الكبير

تحتفل البلاد الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بمولد الرسول صلعم هذه الشخصية الكريمة التي تعد نبراسا لكل من أحب أن يهتدي للطريق السوي ، هذا الإنسان الذي وهب حياته للخير أينما كان ،وإن الأمة الإسلامية مطالبة بتتبع أثر الرسول صلعم لأنه ترجمان القرآن الكريم لقوله تعالى̀̀ لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة ̀” صدق الله العظيم .
إن السيد الأكرم الذي شرفنا بوجوده هو من نسب شريف محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب.كان عليه السلام أحسن قومه خلقا وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة فسموه الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الحميدة .ولما بلغ عليه السلام سن الكمال وهي أربعون سنة أرسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا ليخرجهم من الظلمات إلى النور، فقام عليه السلام ودعا أقواما جفاة لا دين لهم لعبادة الله ،إلا أنهم متبعون لما كان يعبدون أباءيهم .ورأى الرسول صلعم من المشركين كثير من الأذى وعظيم الشدة فلما صحت فيهم صيحته المدوية الكبرى̀ لا اله إلا والله أكبر ̀ حتى أدخلت العرب أفواجا في دين الإسلام وقد شغلوا عن حب الخمر والميسر بحب من حرمهما وكانوا مرضى بحمى حمية الجاهلية جفاة قساة طغاة يئودون البنات لأوهى الشبهات فما أن احتوتهم مدرسة القران، وتعهدهم معلمها الأول عليه الصلاة والسلام بالآيات والبرهان، حتى برئوا من حمى جاهليتهم وتخرجوا على يديه الكريمتين . _ذكرى المولد النبوي الشريف حدث اختلف فيه العلماء بين القبول والرفض .وكل مذاكر عن المولديات هو أن القاضي أحمد بن محمد الغرفي ̀̀في القرن السابع الهجري̀̀̀ قاضي سبتة لاحظ أن النصارى يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام ويقيمون له القداس والإحتفال في حين أن المسلمين لا يحتفلون بذكرى مولد الرسول صلعم رغم أن هناك مجموعة من الأحاديث تتطرق إلى يوم مولده منها تخفيف العذاب على أبي لهب كل يوم اثنين لكونه فرح يوم مولد الرسول صلعم وكذا صيام الاثنين لأنه اليوم الذي شهد فيه نور الهدى. فما كان لقاضي سبتة الا أن دعا أهل المدينة للاحتفال بيوم ميلاد خاتم الأنبياء من كل سنة ولما بلغ الأمر الى الخليفة أمير المؤمنين أبو عنان المريني واطلع عليه،رسمها وجعلها تحتفل بها كل البلاد التابعة للدولة المرينية. وهكذا ارتبطت ذكرى المولد النبوي الشريف بشمال المغرب.
وإذا كان الشمال فد حاز السبق في إحياء ذكرى المصطفى فانه قد رسم عادات وتقاليد جميلة درج عليها أهل الشمال حيث نجد اهل المدينة يشرعون في البدء باحتفالات المولد النبوي الشريف بمجرد رؤية هلال ربيع الأول حيث يشرع في دق الطبول وإطلاق الزغاريد على امتداد اثنى عشرة يوما وتختص بعض الزوايا والمساجد في مدينة القصر الكبير بين العشاءين في إقامة حلقات الذكر والدروس في السيرة النبوية وقراءة البردة والهمزية . وعند حلول ليلة المولد النبوي الشريف يقيمون الليل كله الى غاية طلوع الفجر بالصلاة وإقامة الأذكار والأمداح والشمائل ،بموازاة مع هذا تقام الموالد الخاصة بالنساء . ومازالت بعض الزوايا تختص بالاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف كالزاوية البدوية والزاوية القادرية والزاوية التيجانية وفي البيوت نجد النساء يحيين هذه الليلة، كعائلة الطود وعائلة بنكيران و.غيرها من العائلات القصراوية والزاوية الجبارية والبدوية وو…..،و لا تقتصر حفلات المولد في القصر الكبير يوم الثاني عشر من ربيع الأول ،بل تمتد طيلة الشهر إلى غاية عقيقه الرسول صلعم اليوم السابع من مولد النبوي الشريف بإقامة الختان لأبناء الفقراء واليتامى من طرف الزوايا القصراوية .كما يشترك الناس في ذبائح ليلة المولد النبوي الشريف ويأخذونها في حبس ووقف المولد ،حيث يذبحون الذبائح ويقيمون ليلة الاحتفال في المساجد للفقراء. ويمكن أن نقول أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي مظهر من مظاهرا لحب الذي يفعم القلب ويفيض على الجوارح.

 

أمينة بنونة
أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *