ميزانية الثقافة لسنة 2017: خواء ؟ أم بياض ؟
** لا يشك أحد في كون واقعنا الثقافي لسنة 2017 يعيش على إيقاع البياض، حتى لا نقول؛ الفراغ أو الخواء !.
لقد أثر ما سمي ب "البلوكاج" الحكومي على ميادين مجتمعية عديدة، كان من بينها ميدان الثقافة حيث لم نحس بها ولم نسمع لها رِكْزًا. وقد انعكس ذلك جليا في ثنايا مشروع ميزانية قطاع الثقافة لسنة 2016 / 2017. علما أن مشروع هذه الميزانية شكل صدمة قوية لأبناء القطاع والمهتمين به، نظرا لاعتبارات ثلاثة؛ أولها: هزالة الاعتمادات المالية المرصودة لمختلف بنيات الثقافة، وثانيها: ضعف الرؤية الاستراتيجية الثقافية التي عبرت عنها حكومة سعد الدين العثماني، وثالثا: غياب روح المبادرة والإبداع والابتكار والتحفيز.
لذلك كان وزير الثقافة والاتصال واقعيا وموضوعيا وشجاعا حين برر بنية هذه الميزانية في معرض تقديمه للميزانية أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب بقوله أنها "تُقدم في ظرف استثنائي"!.
والظرف استثنائي بصورة لا تناقش، لكنه، في الوقت نفسه، لا يبعث على الاطمئنان والتفاؤل، لأن ثقافتنا ليست بخير، ولم تراكم مكتسبات جديدة أو كثيرة، ولم تكشف بعد عن هويتها الوطنية الحقيقية.
مازال واقعنا الثقافي يطبع إدارته منطق الارتجال، ولغة الحيرة، وروح الكسل..
|