وفاء لروح الشاعر الراحل محمد الجيدي، استضاف المركز الثقافي إكليل بطنجة، ثلة من المبدعين والباحثين والحقوقيين والأساتذة والطلبة والتلاميذ وعائلة وأصدقاء الراحل، للمشاركة في لقاء الوفاء الذي نظمه مؤخرا “الراصد الوطني للنشر والقراءة”، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاته.
افتتح اللقاء بكلمة الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط (رئيسة رونق)، رحبت فيها بالحضور النوعي الذي حج من طنجة ومدن مجاورة للمساهمة في اللقاء، كما أشادت بشخصية الشاعر الراحل الذي كان حاضرا ومواكبا لمختلف أنشطة “رونق” ومجلة “الصقيلة في النقد والإبداع” التي خصصت ملفا حول تجربته الإبداعية والإنسانية من خلال شهادة أفراد أسرته وأصدقائه. ثم تناولت الأستاذة سعيدة ياسين (أرملة الراحل) كلمة بالمناسبة قدمت فيها شهادة مركزة في حق الشاعر محمد الجيدي، مشيرة إلى خصاله الحميدة، ورقيه في التعامل مع المقربين من عائلته، واحترامه للمرأة وقضاياها.
لقاء الوفاء الذي سيره باقتدار الشاعر عماد أفقير، كان مناسبة للتعرف على تجربته الشعرية والإنسانية والحقوقية، من خلال قراءة نقدية أنجزها الباحث عز الدين المعتصم في منجزاته الشعرية “كلمات أولى بيني وبينك ظل” (2014)، “رؤية المرئي في اللامرئي” (2014)، “كما تغيب في القمر السماء” (2018)، والتي عنونها ب”الصور الشعرية وفلسفة الرؤيا في الخطاب الشعري عن الراحل محمد الجيدي”، وقد تخلل اللقاء قراءات لمختارات شعرية من دواوينه بصوت الشاعرة/المحامية وفاء الفلاح، كما توالى على منصة الإلقاء الشاعر عماد بوعزيزي والقاصة فاطمة عافي لتقديم شهادات إبداعية في حق المحتفى به، ومدى انخراطه في الشأن الثقافي والإبداعي والحقوقي، كما قرب صديق طفولته الأستاذ المختار بنيس الحضور من طفولته وشبابه وشغفه بالقراءة والكتابة في سن مبكرة. كما تحدثت الأستاذة/المحامية نورا صاير تمسماني في شهادتها عن جانبه الحقوقي وإنسانيته في تعامله مع القضايا وزملائه، وكيف أنه كان داعما للجميع دون أن يظهر في الصورة، وهذه خصلة عرف بها الشاعر الراحل محمد الجيدي في الوسط الأدبي والثقافي والحقوقي، إذ كان يشتغل في صمت ويتوارى عن الأضواء التي قد تشغله عن رسالته الإنسانية النبيلة. كما فتح المجال للحضور للإدلاء بكلمات في حق الراحل منهم: الشاعر محمد بنفارس، القاص علي رفيع، القاصة فاطمة الزهراء المرابط، الشاعر رضوان السكندواش…
ولأنه كان شغوفا بالإبداع بمختلف تلاوينه، ومشجعا للأصوات الجديدة التي تحبل بها الساحة الأدبية، أصر “رونق” تكريما لاسمه على تنظيم جائزة في الشعر لفائدة طلبة وتلاميذ إقليم طنجة – أصيلة، والتي سيعمل على تعميمها خلال السنة القادمة على مختلف ربوع الوطن، وقد تم تتويج الفائزين والفائزات بعد الاستماع إلى قصائدهم الشعرية، ويتعلق الأمر بـ: الطالبة منار البقالي القطني عن قصيدتها “يأس”، والتلميذ عدنان العسري عن قصيدته “معاناة فلسطين”، والتلميذة شيماء ازريزر عن قصيدتها “أصداء السكينة”، والتلميذة لينة المحفوظي عن قصيدتها “كاتم صوت الحقيقة”. وهي قصائد ستنشر في العدد 25 لمجلة “الصقيلة”.
وتجدر الإشارة إلى أن لقاء الوفاء سيظل تكريسا سنويا، لاستحضار تجربة الشاعر الراحل محمد الجيدي الإبداعية والإنسانية، ومحطة لاكتشاف مواهب الشعر بالمؤسسات التعليمية بالمغرب.
طنجة الأدبية