الرئيسيةالأولىمقالة: اَلْمَرْأَةُ بَيْنَ اَلنَّجَاحِ وَالْمُجْتَمَعِ

مقالة: اَلْمَرْأَةُ بَيْنَ اَلنَّجَاحِ وَالْمُجْتَمَعِ

عندما  أشرع بالتعريف عن نفسي تتسابق أكثر من هُويّة؛ فأنا إمرأةٌ، وأنا الطفلة، والفتاة، والمراهقة، والشابة، وأنا الزوجة، والتلميذة، وأنا ربة البيت، والعاملة، والموظفة، والمسلمة، والعربية، والإنسانة، والكونية والعالمية. كلّها تنتهي بالتاء المربوطة التي قد تجعلُ كلّٓ ما ذكرتُه عقبة صعبة التخطي، فَالْمَرْأَةُ أَيْنَمَا وَجِدَتْ قَدْ تَكُونُ أَسِيرَةً لِتَحَدِّيَاتٍ كَثِيرَةٍ : بيتُ الزوجيّةِ، الأطفال، خلقُ التوازن بين العملِ والأسرةِ، وكلامُ الناسِ، فَهُنَاكَ دِرَاسَةٌ لِجَامِعَةِ “هَارْفَرْدْ”  أكّد الباحثون فيها أنّ أكثرٓ من خمسينٓ بالمئة من الرجال يفاوضون على أوّل راتبٍ يقدّمُ لهم، بينما أكثرٓ من تسعين بالمئة من النساء تقبلُ بأول راتبٍ يعرضُ لها مع وجود التساوي بين كفاءة الاثنين، وفي المقابل إن نظرنا للتخصصات في الجامعة سنجد أن عدد الفتيات أكثرٓ من الفتيان وأن مؤهلاتِ المرأة تساو أو تفوق مؤهلاتِ الرجلِ، لكن المرأةٓ تشرع في التفوق والتألق، ثمّ تقف..، تحصلُ على أعلى الدرجاتِ العلميّةِ وأفضلُ التدريباتِ الميدانيّة، لكن لا نراها في سوق الشغل بالقدرِ ما نرى الرجلُ. المرأة تقف وأولُ حجةٍ لتبرير الفشلِ هي المجتمعُ الذي نعلق عليه نحن النساءُ خيباتِنا؛ المجتمع لا يرحم، المجتمعُ ظالمٌ، المجتمعُ لا يدعم… بينما المشكلةُ التي تعوقُ كلّٓ إمرأةٍ عن التقدمِ هي عدمُ فهمِها  لذاتِها وكيانِها، تصرُّ على مقارنة نجاحِها بنجاح الرجلِ، فإمّا أن تُجهِدٓ نفسٓها وتحملٓها فوق طاقتِها لتكن تماما كالرجلِ، وإما تُحاول وتفشلُ، فترجعُ خطوةً للوراءِ… صورة تتكرّرُ في المجتمع حتى تشربتها المرأةُ، حتى أنّهُ في أي لحظةِ فشلٍ  أو انكسارٍ تُلامُ المرأةُ عن كونها إمرأةً، والغريبٓ أنّٓ المرأةٓ تقبل ذلك وتقتنع، وتدخل في دوامة لوم النّفس والشعور بالذنب بدلا من أن تحاولٓ إيجاد المشكلةِ الحقيقيةِ.

المرأة تضع أمامها حاجزا كبيرا جدا هو حاجز الخوف؛ الخوف من الإقدام،  الخوف من المحاولة والفشل…

لابأس بأن تشعُري بالخوف، لكن تقدمي بأيةِ حالٍ لا تنتظري فرصةٌ ذهبيةٌ أو فرصةُ الأحلامِ، ولا تقيسين نجاحُك بمقياس واحد بشهادة أكاديمية مثلا، أو بالزواج، أو السفر.. لا يوجدُ فرصةً ذهبيةً واحدة في الحياة بينما توجد تجربةٌ  مع كل فرصةٍ نقتنِصُها.

الكاتبة: ابتسام يعقوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *