في أجواء حميمية مؤثرة، شهدت الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، ليلة الأربعاء الاخيرة حفل اختتام فعاليات النسخة الحادية عشر من مهرجان الابتسامة للجميع، التي نظمها فضاء سكومة لمحترفي التنشيط، تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد.
واستهلت الاحتفالية، التي قام بإخراجها على خشبة مسرح الخزانة، الفنان المهدي يقين، بلمسة إبداعية مبهرة، بسينوغرافيا رفيعة من الفنان محمد حليلو، بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ فيصل شاعر، ثم النشيد الوطني، فعرض فيديو يوجز لأبرز محطات القافلة في نسختها الجديدة.
وتميز حفل الافتتاح، بحضور السيدة رشيدة الهاني المديرة الإقليمية لقطاع الشباب، ومندوب التعاون الوطني، وممثل المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة ونقيب الصحافة بخريبكة السيد عبد الحق الأزهر ونخبة من الفنانين وممثلي وسائل الإعلام.
كما شهدت الاحتفالية، التي تخللتها وصلات موسيقية من توقيع مجموعة الفنان محمد الزهراوي، محمد بيكران وياسين ند، تكريمات وازنة لكل من السيدة حياة عامر، والسيد عبد الإله بنشابة، والدكتور إلياس بن علال دوم، والأستاذ مولاي احمد زروقي، والدكتور عادل الشرقاوي، والفنان الأستاذ سعيد الهوداني، والفنانين زكرياء بنخلفية وسعيد لبان، وإسماعيل اليمناوي.
واحتفاء بعيد ميلاده، الذي يصادف ليلة ختم المهرجان، كرمت إدارة المهرجان عراب الطفولة ومبدع قافلة الابتسامة الفنان هشام سكومة، الذي ظل وفيا لعالم الطفولة خدوما لمجالها البريء والأنيق، فنيا وثقافيا وتوعويا، سواء في المدينة أو في المناطق النائية والقرى المنجمية والدواوير المهمشة..
وشكلت هذا الاحتفالية الفريدة، مناسبة لاستحضار روح القافلة، كإرث تاريخي وحضاري، في التضامن مع ضحايا وأطفال زلزال الحوز والنواحي، وهو ما خلق ظلالا من المشاعر، امتزجت فيها العواطف الجياشة، بالصور والموسيقى المؤثرة التي أبدعها مخرج فيديو عرض بالمناسبة، وصفق لها الحاضرون بحرارة.
وفي مختلف محطات المهرجان، التي التقت الجمهور بدار الشباب سيدي الحفيان بابي الجعد، ودار الشباب بحطان، ودار الشباب ببوجنيبة، عرف عراب الطفولة رفقة فريقه الفني، كيف يصنع من الابتسامة، وشاحا احمر، مطرزا بنجمة خضراء غالية ونفيسة، يزين صدور أجيال الغد وهم يرقصون في انشراح، ويهتفون بصوت واحد الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه.
وكانت تلك اللحظات، التي أبدع فيها الفريق الفني، بكبسولات إبداعية ذات حس عالي في التربية والوطنية والتطوع والأخلاق، مفعمة بروح المواطنة والتضامن، ما يجعل من المهرجان منصة للتعلم، وغرس قيم الجمال والتربية في نفوس أجيال الغد.
هشام سكومة أعرب في تصريح خاص، عن سعادته الغامرة، بنجاح هذه الدورة بشهادة متتبعيها، والمواكبة الإعلامية التي حضيت بها، مؤكدا أن الاحتفالية لخصت قيمة العمل الجاد، الذي يفضي إلى كسب رهان أي عمل فني، كمهرجان الابتسامة للجميع في دورته 11 الذي حقق الأفضل والاهم.
كما هنأ، كل المكرمين، مبرزا أن فضاء سكومة، قام ويقوم بدوره كواحد من فعاليات المجتمع المدني، التي تشتغل في مجال تخصصها، ومساهمتها، في بناء المستقبل، وتحقيق مرامي الإشعاع والتنمية المستدامة.
كما شكر بالمناسبة مختلف الشركاء والداعمين، على وفائهم لمثل هاته المبادرات الجادة والمسؤولة، معربا عن أمله أن تحضى مثل هذه المبادرات التي هي من والى مدينة خريبكة، بمزيد من الدعم والاهتمام حتى ترقى إلى ما يصبو إليه أطفال عاصمة الفوسفاط والنواحي.
كما كشف سكومة، عن عزمه في إطار استكمال مبادراته ومشروعه الفني، تنظيم جولة فنية إلى منطقة الحوز، تضامنا مع ضحايا واسر وأطفال المنطقة، حاملا معه سلالا من الود والورد، ومناديل ترفرف مع نسيم الأمل، ينثرها ابتسامات جميلة، بكل ألوان الفن الراقي، خدمة لروح الطفولة، و”التضامن كإرث وتاريخ يميزنا”، وقاسم مشترك يجمعنا في هذا الوطن العزيز، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس..
يذكر ان هذه التظاهرة الفنية والثقافية، أقيمت تحت شعار”التضامن.. إرث وتاريخ”، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، وبالتعاون مع المديرية الإقليمية لقطاع الشباب و الثقافة والتربية الوطنية بخريبكة، وعدد من المتعاونين، بهدف استنبات قيم المواطنة والوطنية، وزرع روح التربية والمسؤولية والحس التطوعي والتضامني والفني والجمال، في نفوس أجيال المستقبل، حتى يحملون مشعل النجاح ويكسبون الرهان في شتى المجالات