الرئيسيةأخبارصدور كتاب المغرب وسؤال المصير للكاتب منير الحجوجي

صدور كتاب المغرب وسؤال المصير للكاتب منير الحجوجي

المغرب وسؤال المصير

يعتبر صاحب الكتاب أن مستقبل المغرب في عالم يتحول كل يوم أكثر الى غابة رهيبة رهين بتغيير الرؤية.. الأهداف الاستراتيجية.. قناعتي العميقة أنه لم تكن لنا رؤية.. منذ 1956.. كانت لنا رهانات أخرى.. نخبنا سارت نحو الاستراتيجيات الفردية وتركتنا لانتشاءات/سموم التنمية/النماء/النمو.. “لا عليكم: نحن أجمل في العالم.. وسنظل هكذا حتى اختفاء الشمس”.. أقنعتنا بوهم “تمغربيت”.. مارست التنويم الاستراتيجي.. الواقع؟.. الصورة على الأرض؟.. بلاد بثروات هائلة ولكن بلا هوية جيوسياسية.. بلاد بأوراق تنموية مركزية ولكن بلا وجه جيوسياسي.. خطير جدا..

مما جاء في الكتاب هذا النص بعنوان: “سياسات الكره.. سياسات الحب”..

ان مشكلتنا المركزية ليست أننا لا نحب بما يكفي ولكن أننا لا نكره بما يكفي..
أكره هؤلاء الأزواج الذين يأتون لمقهى “فاخر” لتناول فطور “مضخم” يتركون 80 بالمائة منه على الطاولة قبل المغادرة إلى كاطكاط وقحة..
أكره الأطباء الذين ينهبون المرضى ليوفروا لأولادهم التمدرس “الجيد” والعطلة “الباذخة” والأكل “النادر”.. أكره الأطباء الذين ينهبون المرضى فيما يعبرون عن استعدادهم للقتل ان مس أحدهم شعرة مكروسكوبية من أطفالهم..
أكره المدرسين الذين يحولون أماكن عملهم لباحات استراحة من العمل “الجاد” و”المضني” في المدارس الخصوصية..
أكره كل أستاذ لا يقرأ إلا من أجل الامتحانات المهنية، من أجل تحسين شروط العبودية..
أكره الأساتذة الذين يفهمون في السيما والطوب والمادري والكومبريسور والميطراج ولقطاعي ديال الأرض أكثر مما يفهمون في قضايا التربية/التعلم/التنوير/التحديث/الثورة..
أكره من يلهث وراء الدكتوراه ليصفي حسابا لاواعيا مع………….. نفسه، أو مع باه….. أو مع شي صحيبو قتلو عصا يامات الطفولة………
أكره من يحرق حياته في الافتراس من أجل حسابات/فانتازمات غبية..
أكره من يضارب في الأراضي والشقق و.. معللا اجرامه بالمقولة المغربية الأصيلة “السوق دايرة هاكاك” أو “السوق بغات هاكاك”.. فيما هو السوق، وهو الجريمة، وهو أداة الجريمة..
أكره من يسمي النهب والسطو والاحتكار والمضاربة واستغلال النفوذ والتلاعب والغش والمكر “قفوزية” أو “سعيا وراء الرزق” أو “استخلافا في الأرض”، أو “تقربا من الله” حتى..
أكره كل امرأة لا مشكلة لها في أن يسرق زوجها البلاد والعباد من أجل منحها حياة “سيدات” المجتمع..
أكره امرأة تلقي بدرهم أو بدرهمين ل “عطاش” يحمل أمتعتها إلى سيارتها الدايناصورية..
أكره امرأة تلقي بدرهم أو درهمين لمن ينظف مقتنياتها من السمك النادر..
أكره الحداثية التي تعتبر الرجل هو “الحبيب”..
أكره الحداثية بعقلية الجارية/العاهرة..
أكره من يرفض دفع مساهمته في ودادية الحي فيما صالونه مؤثث بأخر أنواع “الطلامط” البنشريفية و”التريات” التركية و”الديكورات” الهندية..
أكره من يتلذذ بركوب المرسيديسات والكاطكاطات والجاكوارات في بلد تصنفه التقارير الدولية في مراتب “تنمية” إلى جانب مزابل حقيقية من مثل أوغاندا والطوغو..
أكره من يسب تفاقم الازدحام المروي ثم يهرول لشراء كاطكاط حربية..
أكره من ينقل طفله نحو المدرسة في الكاطكاط..
أكره من يركب الكاطكاطات لسحق إحساسه بالتفاهة ثم يكتشف وهو أمام المقود أنه مازال تافها، وأنه فقط ترقى في سلم التفاهة..
أكره كل مقهور يعلق على كاطكاط تمر من تحت أنفه ب “واو على حديدة واعرة”، أو “مسك عليه الله”، أو “صلاة النبي عليه”، أو “كايستاهل”، أو “بصح، ربي كايخلق ويفرق”..
أكره كل مسحوق ينتفخ بجملة/تحية يلقي بها في وجهه سيد يوجد في أصل بؤسه..
أكره العبيد الفرحين بعبوديتهم..
أكره من يفتخر بمغتصبه الكبير..
أكره من يرى العالم من منظور البطاقات البريدية.. أكره الرؤية السياحية للعالم.. أكره من ترى العالم من منظور التكاشط وكعب غزال ولعراضات ولعراسات واستوديو دوزيم ولالة لعروسة وموروكومول.. أكره من يرى العالم من منظور ميسي والريال والبارصا والسلم حضاش..
أكره من يتحدث عن سفره الباذخ وشوبينغاته المترامية وأخر حمام جاكوزي أخذه في برنامج تلفزي من تمويل المسحوقين منا..
أكره من يعمد إلى الحديث عن سفرياته نحو تركيا والطايلاند في مناسبات عائلية “مخلطة”..
أكره خبراء “عيش وماتحضيش”، خبراء راه ماعندك ماتغير، خبراء هبط للغابة ودير بلاصتك…. أكره الدريبي، شباش، منذب، بنشقرون…
أكره من يسب راتب مدرب منتخب الكرة فيما يصطف لمشاهدة أول مباراة يديرها ذات المدرب..
أكره من يسب الفساد فيما يعمل بكل قواه اللاواعية/الواعية على الرفع من امتداده وتجذره..

ولكني أحب من يهدي نصا جميلا لطفلة قارئة، ومن يحتفظ بالكلينكس في الجيب حتى العثور على قمامة، ومن يحمل هم مسحوقي العالم كما يحمل هم أبيه وأمه، ومن يقتسم أشيائه البسيطة مع تائه من المكان، ومن يحلم ببناء بئر في منطقة بئيسة، ومن يجري وراء دكتوراه تغير مفهوما أو تبدع تقنية أو تخفف من بؤس، ومن يجعل من إقامة مكتبة عائلية جيدة أولوية قصوى، ومن يقتني من السوق فقط ما يحتاجه، ومن لا يستعمل السيارة إلا عند الحاجة القصوى، ومن لا يستهلك أكثر من إناءين عند الاستحمام، ومن يفكر وهو يفتح صنبوره في المليارين من البشر الذين ينتحرون من أجل نقيطات ماء، ومن يفضل قضاء الصيف في بيت امرأة مسنة لمساعدتها على “دواير الزمان” على أوطيل “فاخر” يسيره نهاب من العالم..

أما الفهرس فجاء كما يلي…

مقدمة………درس ايلان.
التربية كسؤال سياسي.
أعداء الطفل.
البرمجة الاجتماعية الأنثوية.. في بعض أليات خصي الأنثى في المغرب.
ليلة القدر.. سياسات “دينية” لتدوير نفايات تاريخية.
المدرسة المغربية وهندسة الأورام الاجتماعية.. تأملات في السياسات الغربانية.
في بعض الجذور السياسية لنظرية التعليم النافع.. ما هذا الذي يتخفى وراء نظرية المدرسة/سوق الشغل؟.
تفاهة الجامعة المغربية.. نحو مقاربة شمولية.
التدريس التعاطفي.
نحو حل ثوري لمشكل المدرسة المغربية.
على هامش الزكاة.. أفكار من أجل لاهوت ايكويساري.
حول السيطرة المفهومية.
عندما تنقض المافيا على الدولة..1..2..3..4، أ، ب، ج.
فتحي ضد الدريبي: المشكل النفسي للنفساني المغربي.
صناعة الانسان المضاد للأرض.
سياسات فاسية/فاشية.
التهيئة الحضرية.. اغتيال الانسان بطريقة أخرى.
دروس عزيز لزرق.
عبد اللطيف حسني.. الراديكالي الأخير.
سياسات الكره، سياسات الحب.
حول الانفجارات القادمة. في المعنى النفسي/السياسي للفرحة المونديالية.

 

أحمد القصوار

 

 

 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *