الرئيسيةالأولىأمل الطريبق نبتة من أسرة شاعرة

أمل الطريبق نبتة من أسرة شاعرة

مثل معظم المدن العريقة، تزخر مدينة القصر الكبير بعدد من الأسر الثقافية والسياسية. ولا عجب، فهي منذ قرون مدينة فقهاء وأدباء وشعراء بامتياز. ومن تلك الأسر أسرة الطريبق، التي ينتمي إليها المثقف المرحوم عبد السلام الطريبق والشاعر المعروف د. حسن طريبق، والشاعر مصطفى طريبق والمثقف عبد الرزاق الطريبق.
واليوم نتعرف على شاعرة من تلك الأسرة المثقفة هي أمل طريبق. وبما أنها نشأت بين احضان هذه الأسرة المتأصلة في الشعر والأدب، فقد عشقت الكتابة منذ نعومة اظفارها، وتعهدت موهبتها بعناية واهتمام وإقبال على قراءة الدواوين الشعرية المتوفرة في مكتبة والدها رحمه الله، وأغنت تجربتها الإبداعية بالانفتاح على تجارب شعرية محلية، وبالمشاركة في الملتقيات والمهرجانات الشعرية.
امل الطريبق من مواليد مدينة القصر الكبير العريقة، سنة 1967. وهي استاذة اللغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي. وتعتبر عنصرا تربويا فاعلا، إذ هي مشرفة على عدة نوادي مدرسية منها:
ـ نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان .
ـ نادي الإبداع الأدبي والفني بالثانوية التأهيلية احمد الراشدي، في القصر الكبير التي تشتغل فيها .
كما أن لها نشاطا جمعويا مشرفا. ذلك أنها رئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع القصر الكبير، وعضو في جمعية التواصل للتنمية الثقافية والتربوية.
وللشاعرة أمل الطريبق:
ـ ديوان أول بعنوان (انسياحات)، صادر عن دار الخليج سنة 2014 بتطوان.
ـ ديوان (الفة القصيد) بالاشتراك مع وجوه إبداعية معروفة بطنجة والشمال.
ـ ديوان جديد معد للطبع سيرى النور قريبا
ومعلوم أنه قد تم توقيع ديوان الشاعرة (انسياحات)، في رواق منظمة المرأة الاستقلالية، بمناسبة انطلاق فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء سنة 2019.
واعتبارا لمسارها المتعدد والمتنوع، حظيت شاعرتنا بعدة تكريمات، نذكر منها على سبيل المثال، تكريمها من طرف جمعية السلام لتأهيل المرأة سنة 2016. وتكريم جمعية المحامين الشباب لها سنة 2017.
وإذا كانت أمل الطريبق تعالج الكتابة النثرية كذلك، حيث نشرت مجموعة من المقالات المنثورة في عدة مواقع إلكترونية محلية وجهوية؛ فإن تجربتها الشعرية هي البارزة في نشاطها الأدبي، وهي تجربة متفردة بخصوصياتها الجمالية، ومنها لغتها الفصيحة التي تمتحها من التراث العربي الأصيل. كما ان قاموسها متغلغل في التصوف كالحلم والنهر، والتلاقي… معتمدة على التصوير وتوظيف الرمز والاسطورة …
ونشير في هذا الصدد، إلي أن الأستاذة الشاعرة أمل الطريبق، لا تنقطع عن الاستفادة من التراث الإنساني بصفة عامة، كما تنفتح على الإبداع الجديد، مما يدل على غنى تجربتها الشعرية، وقدرتها على ابتداع المعاني والصور الجميلة. قال عنها الاستاذ الأديب محمد العربي العسري، في صفحة 168 بالجزء الثالث من كتابه (أقلام واعلام من القصر الكبير في العصر الحديث): ((من واحة الشعر أتت، ومن ينابيعه ارتوت وفي سمائه استظلت)) وأضاف ايضا: ((فبين أمل الطريبق والشعر إذن ألفة ومحبة وآصرة)).
ومن أجل تقريب القارئ الكريم من العالم الشعري لأمل الطريبق، نود أن ننتخب فيما يلي مقتطعا من ديوان (انسياحات)، وليكن قصيدة “الرصيف”:
ذات صباح
على الرصيف المقابل للولي
تنتصب قامة بحجم الطود
في سمته عز
نخوة
وكبرياء
عذب كاللحن
نقي كالفجر
له الانداء
له الاشذاء
وحوله الأطيار تغني
ويبقى عطر مدينة القصر الكبير الفواح، المتراكم عبر النصوص الجميلة لمبدعاتها ومبدعيها المتألقين، إرثا ثقافيا وإبداعيا متوارثا بين أبنائها في الأجيال الناشئة والمقبلة.

أمينة بنونة
أمينة بنونة

أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *