أحيا عازف البيانو الروسي، ابن مدينة سانت بطرسبورغ، والحائز على جائزة “تشايكوفسكي” في دورتها الدولية الثانية عشرة، ميروسلاف كولتيشيف، حفلاً موسيقيًا مميزًا في قاعة “باحنيني” بالعاصمة المغربية الرباط، في أمسية موسيقية لاقت تفاعلًا لافتًا من الجمهور.
وقدم الفنان خلال الحفل باقة من مؤلفات الموسيقار البولندي فريديريك شوبان، قبل أن ينتقل في الجزء الثاني إلى أداء إحدى لوحات المؤلف الروسي بيوتر تشايكوفسكي ضمن دورة “فصول السنة الأربعة”، في عرض جمع بين الرهافة التقنية والعمق التعبيري.
وأعرب كولتيشيف عن إعجابه الكبير بجمهور الرباط، مؤكدًا في تصريح لوكالة “تاس” أن هذه هي المرة الأولى التي يحيي فيها حفلاً موسيقيًا ليس فقط في المغرب، بل في القارة الإفريقية بأكملها. ووصف الجمهور بأنه كان رائعًا ودافئًا، مشيرًا إلى أن أكثر ما أسعده هو مستوى الانتباه والتركيز العاليين لدى الحاضرين.
وأضاف أن الصمت الذي خيم على القاعة طوال فقرات الحفل عكس اهتمامًا حقيقيًا بالموسيقى المقدمة، معتبرًا ذلك دليلًا على أن الجمهور حضر خصيصًا للاستماع إلى أعمال شوبان وتشايكوفسكي، معربًا عن أمله في أن يكون قد نجح في تلبية تطلعاتهم الفنية.
وفي حديثه عن اختياره لهذا البرنامج الموسيقي، أوضح كولتيشيف أن شوبان يشكل حجر الزاوية لأي عازف بيانو، خصوصًا في المدرسة الرومانسية، بينما يمثل تشايكوفسكي كونًا موسيقيًا متكاملًا، تتطلب أعماله للبيانو مقاربة شمولية وقدرة عالية على التعبير.
وأشار إلى أن مؤلفات تشايكوفسكي لا تقتصر على موسيقى البيانو فقط، بل تشمل باليهات وأوبرات وسيمفونيات، إضافة إلى أربعة كونشرتوات للبيانو وحوالي تسع ساعات من الموسيقى المخصصة لهذه الآلة، وهو ما يستلزم من العازف عدة أمسيات منفردة لتقديمها كاملة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن مهمته الأساسية تكمن في نقل هذه الموسيقى وتعزيز تأثيرها، حتى تصل إلى الجمهور بأقصى قدر ممكن من الإحساس والصدق الفني.
طنجة الأدبية
