الرئيسيةالأولىعاطف حتاتة أخى .. أفرحنى فى عالم يقتل أفراح النساء

عاطف حتاتة أخى .. أفرحنى فى عالم يقتل أفراح النساء

فيلم "الأبواب المغلقة" عاطف حتاتة

( 1 )

أصبح المجتمع المصرى ، مخترقا من الأفكار الاخوانية ، والأمزجة السلفية ، التى تعمل

بجهد  ودأب . ان ” حُراس  الفضيلة ” ، جنود الدولة الدينية  . يعلمون أن أفكارهم وسلوكياتهم ، ” منزوعة ” الفضيلة ، ” مخلية ” الأخلاق .

والتغطية على هذا ” العُرى ” الأخلاقى ، يستلزم أن يلبسون رداء ” الفضيلة “.

ويعلنون على كافة منابرهم أرضية وفضائية ، أنه وقت ” الجهاد الأخلاقى ” المنتظر .

يقولونها واضحة ، الفضيلة ، أو الأخلاق ، هى تطبيق الشريعة الاسلامية ، كنظام للحكم ، والالتزام بالحلال والحرام ، كمنهج أعلى لتنظيم العلاقات ، وسن القوانين.

وتتصدر ” المرأة ” ، فساد المشهد الأخلاقى ، بلا منافس . رغم نزعها من ضلع ذكورى أعوج ،  وطبيعتها ناقصة العقل والدين ، ومرورها بالصلاة يبطلها .. وهى تقبل وتدبر فى صورة شيطان ، فانها ” الشُغل الشاغل ” ، للذكر المسلم ، الى حد الهوس  .

هى القنبلة الشهوانية المتفجرة ، ولو عمرها سبع سنوات ، من اغواء رجل فى الثمانين ، تبعتر كرامته ، تنسيه مواعيد الصلاة ، وماذا قال الله ، والرسول ، وتجعله ينفق نصف مدخراته ، على عمليات التخسيس والتجميل ، وزرع الشعر ، وتبييض الأسنان . ويذهب النصف الآخر الى جيب الطفلة المحجبة  ، تشترى الحلوى ، ولعب الأطفال .

مكافحة الرذيلة ، والفسق والفجور ، لا تعنى الا الحرب ضد جميع أشكال ، ودرجات

” البهجة ” ، ” والفرح ” ، و ” المتعة ” ، التى تعرف طريقها ، لأى امرأة ، واقعة تحت الحكم الذكورى .

يكفى أن تبدأ امرأة واحدة ، الشرارة الأولى ، وتصر على حقها فى ” الفرح ” لتشتعل النار ، حتى تنتقل العدوى الى الأخريات . وهذا هو أكثر ما تخشاه الثقافة الذكورية .

ان حياة المرأة  ، فى ظل عالم ذكورى ، ليست مؤهلة أو مصممة ، لكى تفهم ، وتحس ،

وتكفل أفراح النساء . ان المرأة التى تفرح ، هى بالضرورة ، امرأة خطرة ، سيئة السُمعة .

الفرح ، يقوى الانسان ، ويشفيه من أمراضه ، ويضئ له الرؤية .

ان ” البهجة ” ، و ” الفرح ” ، و ” المتعة ” ، و الحرية ” ، و ” السعادة ” ، مشاعر

” ذكورية ” مخصصة  حصريا ، لأصحاب الذقون و الشوارب والقوامة ، ينتقلون بضمير مرتاح ،  من امرأة الى أخرى ، من نكاح شرعى ،  الى نكاح غير شرعى.

 ( 2 )

من النادر ، أن أقرأ فى المجلات والجرائد ، خبرا ” يهمنى ”  . ولأننى أعيش فى ظل مجتمع ذكورى ، يصبح الأمر أكثر ندرة .

لكن ، فجأة ، منذ أيام قليلة  ،   دق قلبى فرحا ، وأنا أقرأ نتيجة الاستفتاء على

أفضل 25  فيلما مصريا من 2001 – 2025 . فقد وجدت ضمن القائمة ، فيلم

” الأبواب المغلقة ” ، تأليف واخراج عاطف حتاتة ، أخى .

لقد  أعلن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ، والاتحاد الدولى للنقاد السينمائيين ،

” فيبريسى ” وجمعية نقاد السينما المصريين ، بمناسبة الربع الأول من القرن الحادى والعشرين  ، واحتفالا بمرور  100 سنة على تأسيس ” فيبريسى ” ، نتائج الاستفتاء لقائمة افضل 25 فيلما مصريا من 2001  الى 2025 ، وأعلن أيضا عن أن الدورة 46 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ، من 12 – 21 نوفمبر 2025 ، سوف تشهد اصدار كتاب توثيقى عن هذا الاستفتاء ، مع تحليل للأفلام ال 25 الفائزة .

فى هذا الفيلم ، قدم عاطف حتاتة ، الوجه الجديد ” أحمد عزمى ” فى أول أدواره السينمائية . الفيلم انتاج مشترك بين أرت سينما فرانس ، وشركة أفلام مصر العالمية – أفلام يوسف شاهين . قام بالبطولة محمود حميدة ، سوسن بدر ، أحمد عزمى ، سلوى محمد على ، منال عفيفى ، سيف عبد الرحمن ، أحمد فؤاد سليم ، مخلص البحيرى ، ضياء عبد الخالق ، ماهر عصام .

حصد الفيلم العديد من الجوائز الدولية ، فى الاخراج والتمثيل والموسيقى والتصوير . فى عام 2010 ، فى مهرجان الاسكندرية ، دخل قائمة أفضل عشرة أفلام من 2000 – 2010 .

وفى كتابه ” السينما الشريرة ” ، تأليف دانيل كاترارا ، 2014 ، :  The Wicked Cinema .. دراسة للدين والجنس ، على الشاشة . وكيف صورت السينما الجنس فى صراعه على الهوية الانسانية للفرد ، وتأثير الانتماء الدينى على تشكيل الحضارة الحديثة .

تطرق المؤلف الى خمسة مخرجين عالميين ، فقط من أمريكا وأوروبا ،  مثل ستيفن سبيلبيرج ، مارتن سكورسيزى ، وودى ألن .

ومن الشرق الأوسط ، اختار عاطف حتاتة ، وفيلمه ” الأبواب المغلقة ” .

من المفارقات ،  أن يؤلف عاطف حتاتة فى مقتبل العمر ” الأبواب المغلقة ” . بينما يكتب الأب د . شريف حتاتة ، سيرة ذاتية ” النوافذ المفتوحة ” ، بعد وصوله الى الثمانين من العمر .

عاطف حتاتة ، يستعد لتحويل  احدى روايات والدته ” نوال السعداوى ” ، الى فيلم سينمائى . غالبا سيتم اختيار احدى هذه الروايات :  ” مذكرات طبيبة ” ، امرأة عند نقطة الصفر ” ، ” امرأتان فى امرأة ” .. ” الغائب “.

د . منى نوال حلمى / مصر 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *