أعلنت دار النشر الروسية “كوربوس” عن خطتها لإصدار النسخة الروسية من رواية “عودة البارون فينكهايم” للكاتب المجري لازلو كراسناهوركاي، الفائز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2024، وذلك في العام المقبل.
الترجمة الروسية من إنجاز فياتشيسلاف سيريدا وأولغا سيريبريانا، اللذين سبق لهما التعاون في ترجمة أعمال أخرى للمؤلف نفسه، منها روايتا “سوداوية المقاومة” و**”تانغو الشيطان”**، الصادرتان سابقاً عن الدار ذاتها.
يُعتبر كراسناهوركاي، البالغ من العمر واحداً وسبعين عاماً، من أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة في أوروبا. وقد لاقت أعماله إقبالاً واسعاً في روسيا لما تحمله من عمق فكري وتجريب لغوي فريد. ويتميّز أسلوبه بالجرأة والتجديد، إذ كتب في روايته الشهيرة تانغو الشيطان فصلاً كاملاً في جملة واحدة امتدت على أربع عشرة صفحة، في مغامرة لغوية نادرة في الأدب الحديث.
ووصفت لجنة نوبل أعماله بأنها “امتداد حي لتقاليد كافكا”، معتبرة إياه “كلاسيكياً حياً” يعالج في كتاباته قضايا الوجود الإنساني والهشاشة البشرية واقتراب العالم من نهايته. ففي روايته سوداوية المقاومة، يهبط سيرك متنقل إلى بلدة نائية يحمل معه حوتاً ضخماً، بينما تتناول تانغو الشيطان مطاردة غامضة لفتاة وسط قرية يلفها الصمت والاضطراب، حيث تنسج “عناكب خفية” شبكة رمزية حول مصير البشر.
ورغم قتامة عوالمه الأدبية، ترى دار النشر أن نثر كراسناهوركاي يكشف في عمقه عن قيم إنسانية خالدة تمنح القارئ أملاً جديداً وسط الواقع القاسي والإعلام المليء بالضجيج.
لم يكن تتويجه بجائزة نوبل مفاجئاً، إذ ظل اسمه من أبرز المرشحين لسنوات، وتوقعه النقاد والمراهنون بقوة في الأعوام الأخيرة. كما سبق أن نال جائزة بوكر العالمية عام 2015 تكريماً لمسيرته الإبداعية، ما أعاد تسليط الضوء على أدبه في الأوساط الأدبية العالمية.
يستمد كراسناهوركاي الكثير من إلهامه من طفولته في الريف المجري، التي شكلت الأساس الجمالي والروحي لكتاباته. وقد حظي بتقدير واسع من كبار الأدباء والمفكرين مثل سلمان رشدي، كولم توبين، فينفريد زيبالد، وآلن غينزبرغ، الذين رأوا في أعماله صوتاً متفرّداً يمزج بين الفلسفة والسرد والرؤيا الشعرية للعالم.
طنجة الأدبية

