شهدت مدينتا إفران وآزرو مساء الخميس افتتاح الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير، وهو أحد أقدم المواعيد السينمائية بالمغرب. الدورة الحالية اختارت أن تضع الذاكرة الرياضية المغربية في قلب اهتماماتها، عبر أعمال سينمائية تسعى إلى توثيق إنجازات الأبطال الذين بصموا تاريخ الرياضة الوطنية منذ عقود.
المهرجان المنظم تحت شعار “الرياضة في السينما: غوص في الذاكرة” يهدف إلى إبراز قيمة الرياضة في بناء الهوية الجماعية، وفي الوقت نفسه تكريم شخصيات بارزة ساهمت في صنع لحظات خالدة من تاريخ المغرب الرياضي. مدير المهرجان عبد العزيز بلغالي أوضح أن هذا الاختيار يتناغم مع استعدادات المملكة لاحتضان كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، مشدداً على ضرورة أن يكون الجمهور المغربي شريكاً في هذا الحدث الكوني، مستحضراً قيم الضيافة وروح الجماعة التي تميز البلد.
كما دعا بلغالي الشباب المبدعين المهتمين بالسينما إلى التوجه نحو إنتاج أفلام قصيرة توثق الذاكرة الرياضية، مبرزاً أن هذا المجال ما يزال فقيراً في الإنتاجات الوطنية مقارنة مع أهميته التاريخية والثقافية.
حفل الافتتاح تميز بحضور جماهيري واسع وأجواء احتفالية رافقتها فقرات موسيقية، وتم خلاله تكريم الفنانين هشام الوالي ورشيد الوالي. الأخير اعتبر هذا التتويج محطة مؤثرة في مساره الفني، خاصة أنه جاء من مدينة إفران التي يلقبها الكثيرون بـ”سويسرا المغرب”. أما هشام الوالي فأكد أن المهرجان يشكل فضاءً مميزاً للتلاقي مع الجمهور وفرصة للاحتفاء بالفيلم القصير.
ويشارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة 28 فيلماً قصيراً، موزعة بالتساوي بين الأفلام الروائية والوثائقية، بينما يحتضن مركز المؤتمرات بإفران بين 19 و21 شتنبر ندوات ولقاءات تجمع مخرجين ونقاداً وباحثين لمناقشة العلاقة بين الرياضة والسينما من زوايا الذاكرة والهوية والتمثلات.
هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية “نادي السينما للطفولة والشباب”، يستمر إلى غاية 21 شتنبر بكل من آزرو وإفران، ليواصل تقليده كفضاء للاحتفاء بالفيلم القصير ومختبر لتلاقح الأفكار والتجارب السينمائية.
طنجة الأدبية

