الرئيسيةإبداعقصيدة: ليس يدركه الصدى

قصيدة: ليس يدركه الصدى

شاب حالم يسير حافي القدمين عند الغروب في شارع يلفه الضباب والريح، تتناثر حوله أوراق شعرية.

1

وكفكرةٍ لم تكتمل

أشتقت لي متوسدا

أيِاًّ من الأسباب يعبر بي إليك

أضيق من هذا الغثاء النرجسي

لما يحاصرني بدونيِّة التأطير

أو عدميِّة التشطير

قلت لحيرتي في الشيء

ليس العجز عن إنعاشه

بل عن مدى إصراره هذا

على استسلامه للخوف من إسعاده ..

أشتقت قلبي في فؤادك

راحلاً  وطناً مليئاً بالحياة

سواي تحرجني بلاهتُه هنالك ..

ثم يمنعني هنالي

أن أفك نهاه من قيد الهباء ؛

وكيف أيضاً

لم يدعني لاجتراح طريقتي

أحترت فعلاً

كيف يغدو الحال هذا بالأخير!؟

2

وكمثقلٍ بتدارك الرائي

محاكاةً من الآتي على جسر التأمل

قِفْ كذلك

وابتعد نحو البداية

إن معنىً لا يسامر سهد حرفك

لعنةٌ أقسى من الخذلان في صدق الشعور

ودع وتين اللحن يمضي في الخيال،

لعل موسيقاك؛ رجعٌ للتناغم بين نبضك

وامتداد الصمت حد الانسجام

لعلَّ ظلك آخرٌ

في الشيء يرتع شدوه

أو يرتدي دفء التفاهم

لا احتدام البرد في شفة الخصام..

إفرِدْ جناح الحب منتشياً

ومارس ما تشاء  من الطفولة

هكذا برعونة الطفل انطلقْ

حَلِّقْ إذاً

لا تنتبه أبدًا لأنفاس التثنِّي

عالياً  حلقْ

وحلِّق عالياً

في أفقِ نبلك

غير ملتفتٍ إلى أيدٍ

تقد قميص حُلمك

واحتمِلْ عصف الغبار أمام غيمِك

لا تكن كالبحر يأوي كل شيء

ولتكن كالبحر يلفظ الموتى

ويمدد نفعه حتى السماء

….

هنا

مدى من نور ظلك

ماكثاً كالماء في الأشياء والناس

ابتسمْ

 

ما دمت أنت مرسخٌ كالأنبياء

وكالجبال الراسيات

3

من قال لي

إن كان جرحي ثورةً

فبأي ذاكرةٍ والاءٍ وميلادٍ

وحزنٍ

يمرحون هنا

ولمن تغنِّي هذه الهزجات

والرقصات في حفلاتهم

وبأي لحنِ ..!!؟

هكذا

ما ليس يدركه المغني

تمتمات الريح تشبه خيمتي

وتأن مثلك في التذكر والتمني

ربما

وتدوزن الوجهات

بالأسف الكثير على انتظار الصبح

يبزغ ثم يكبر

كالقصيدة في التأني

فابتسم

– ما زلت طفلا .-

للهشيم

ودعْك من إصراره

في كل زاويةٍ يحد براءة الغد

كي يقهقه بالتجنِّي

مُرْ إذاً

واسرعْ شروداً نحو حلمك

حافياً من سخريات الضاحكين

ولا تكني

لا تكني

4

ما بال نايك متخمٌ بغيومه السوداء

رغم توسلي

ما بالَ مجدك في دمي

– كالماء يهطل من علِ –

ما زال آثار التهجد نبرةً في كل نايٍ

عنك رغبة مشعلِ

أوليس حالُك بالتوخي

يرغم اللحظاتِ أن تخشى السلامة

أو تحل مكان دفء القرب

أنفاس الملامة..

ربما…

أو قد تشير إلى مساء أطولِ!

معناك أنت ولا سواك على الدراما

نصف إحباطٍ ونصف تفاعلِ

لتطل أسئلتي كما الإغماء

من لحنٍ غريبٍ

لا طروب

على زوايا العمر ترسم

صغت لي أو مثل حزنٍ

في التفاتك أجملِ

وأنا احتمالك في السقوط من الإقامة

والصعود إلى القيامة فانزلِ.

زياد-السالمي
زياد-السالمي

زياد السالمي شاعر يمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *