الرئيسيةالأولىسلسلة شذرات رمضانية 4. القرآن في رمضان.. وليالٍ تتنزل فيها السكينة

سلسلة شذرات رمضانية 4. القرآن في رمضان.. وليالٍ تتنزل فيها السكينة

رمضان

إذا كان رمضان شهر الصيام، فهو أيضًا شهر القرآن، إذ لم يرتبط كتاب الله بأي شهر كما ارتبط به. فمنذ اللحظة التي نزل فيها قوله تعالى:
“شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” (البقرة: 185)،
أصبح رمضان الموسم الأعظم لصحبة وتلاوة القرآن، والفرصة الأجمل لتطهير القلوب بكلماته وأياته.
فلم يكن الصحابة يقرؤون القرآن في رمضان كما نقرؤه اليوم لمجرد ختمه، بل كانوا يتدبرون، ويتأملون، ويعيشون مع كل آية وكأنها تخاطبهم وحدهم.
قال الحسن البصري: “نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملًا”.
فرمضا إذا هو دعوة لنعيش بقلوب تقرأ القرآن، تتدبر آياته وتعمل بها، فكم من قارئٍ لكتاب الله، والكتاب يكون حجة عليه ،لا له ،لأنه لا يعمل بما يقرأ!
فكيف نتعامل مع القرآن في رمضان؟
تلاوة بخشوع وتدبر: ليس الهدف أن نكمل الختمات فقط أو إحصاء عددها، بل أن نجد في القرآن رسائل خاصة لنا، وآيات تمس حياتنا.
قيام الليل بالقرآن: كان النبي ﷺ يطيل القيام في رمضان، حتى أن الصحابة قالوا: “كنا نعتمد على العصي من طول القيام”.
تطبيق ما نقرأه: كل آية في القرآن هي أمر أو نهي أو حكمة أو قصة للعبرة، فكيف نتلوها دون أن تغير شيئًا في حياتنا؟
أما ليالي صلاة التراويح.. حيث تتنزل السكينة هي مدرسة روحية، حيث يقف الإنسان خلف الإمام، يسمع آيات الله تُتلى، فتلامس قلبه، فيندم على تقصيره، ويستشعر قرب الله منه.
قال ابن القيم: “إذا أردت أن تعلم مقامك عند الله، فانظر أين أقامك”. فهل أقامك في بيته تسمع كلامه، أم انشغلت عنه؟
ففي القرآن.. رسائل خاصة لكل إنسان، ولكل قلب، كل واحد منا له آيات توقظه، وآيات تحييه. فمن الناس من تقرع قلبه آيات الرحمة، ومنهم من تهزه آيات العذاب، ومنهم من يتأمل قصص المرسلين، فيجد فيها عزاءً وسلوى.
وفي رمضان، يكون القلب أقرب إلى التلقي، وأسرع إلى الفهم، وأكثر تأثرًا. فليكن لنا مع القرآن موعد لا نضيعه، وصحبة لا نهجرها، وورد يومي لا نتخلف عنه.
فلنتذكر دوما أن رمضان يمضي سريعًا، لكن القرآن باقٍ.. فمن صحب القرآن في رمضان، وجده نورًا بعده، وسكينة في قلبه، ودليلًا في حياته. فهل سنجعل هذا الشهر نقطة تحول، أم سيمر كما مر غيره؟

 

هشام فرجي
هشام فرجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *