الرئيسيةالأولىبورتري الفنانة التشكيلية أمينة الرميقي

بورتري الفنانة التشكيلية أمينة الرميقي

الفنانة التشكيلية أمينة الرميقي

الفنانة التشكيلية أمينة الرميقي، ابنة مدينة القصر الكبير، عاشت في كنف والديها، وعاشت مع جدها الباشا الملالي الرميقي، مما مكنها من أن تعيش أحداثا ومواقف، كما تشبعت بالطبيعة والعادات والتقاليد المغربية، وهو ما جعلها تعشق الفن، فتخلد تلك الطبيعة والعادات في لوحاتها، بالوانها الناصعة، مما أضفى على الوجوه والمناظر الطبيعية لمسة خاصة بها. مع العلم أن (…آمنة الرميقي من مواليد القصر الكبير، خريجة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان سنة 1982 وحاصلة على الأستاذية في الرسم من كلية سان فيرناندو بمدريد سنة 1983 وعلى شهادة الامتياز من مدرسة الفنون البصرية بنيويورك .
نظمت سلسلة من المعارض داخل المغرب وبإسبانيا وساهمت في العديد من التظاهرات التشكيلية بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية)(1).
ويقول الناقد التشكيلي والباحث المرحوم محمد أديب السلاوي، عن طبيعة اتجاهها وبدايتها الفنية: ” في مطلع ثمانينات القرن المنصرم، تعرف جمهور مدينة طنجة على الأعمال التشكيلية الأولى للفنانة آمنة الرميقي، التي جاءت بنبرة متميزة لتوصيف البيئة الاجتماعية بمدن الشمال، وخاصة مسقط رأسها القصر الكبير”(2).
كما يقدم الناقد الإسباني روميو أخوريس، شهادة في حقها بقوله: (إن أعمال الفنانة أمينة الرميقي ترقى إلى الواقعية الحديثة، في توظيفها للضوء، كما في التزامها بشروط المثالية الرومانسية، إن معالجتها اللونية لحركات النساء والأطفال والعجائز في فضاءات مطبوعة بالهدوء والإنعزال، تعبر بدقة على الأشكال المرئية، كما هي في الواقع…)(3).
أما الكاتب والفاعل الجمعوي الأستاذ عبد الملك العسري، فقد وصف تعرفه عليها قائلا: ((تعرفت على المبدعة أمينة الرميقي بمدينة طنجة عشية اختتام مهرجان طنجة الدولي الخامس للفنون التشكيلة صيف 2016 جمعتنا جلسة قصرية الفنان حسن البراق والفنان بن ثابت والفنان البوشتي والصديق احمد الناصري والصديقة امينة بنونة، تحلقنا حول المبدعة امينة الرميقي شخصيا كنت اتعرف عليها لأول مرة، كان حديثنا يدور حول القصر الكبير والدينامية الثقافية التي تعرفها المدينة، كانت امينة الرميقي تتحدث بحسرة عن ما آلت اليه اوضاعها، كانت تستمع أكثر مما تتكلم، كانت تختار كلماتها بعناية، أثناء تلك الجلسة تم اقتراح تكريم الفنان التشكيلي المختار الناصري، تحمست المرأة للاقتراح وأبدت الاستعداد الكامل للمساهمة المادية والمعنوية، بل إنها اقترحت أن تضع رياض أسرتها رهن إشارة هذا النشاط إن ارتأى المنظمون ذلك، وأنا اتجول بالمعرض الذي ضم لوحاتها، شعرت وكأن الرسامة أطلقت العنان لريشتها للتعبير عن الانفعالات والمشاعر والألوان لتمنح الحركية لشخوص وأماكن لوحاتها.
إبنة القصر الكبير تربت في رياض الجد الباشا الملالي الرميقي اختارت الفن التشكيلي وعشقته.”(4)
الفنانة المتالقة أمينة الرميقي أعطت للفن التشكيلي لمسة روحية من مخيلتها الشاعرية، أبانت عن قدرتها في إبداع جمالية فائقة، بألوانها وأضوائها وظلالها وتركيباتها ودلالاتها. وهي حقيقة تدعو إلى فخر مدينتنا واعتزازها بها، وبما تتوفر عليه القصر الكبير من خصوبة، في مختلف المستويات الثقافية والإبداعية والحضارية. ولا غرو، فهي مدينة عريقة معطاء، كما يشهد الجميع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) محمد العربي العسري: أقلام وأعلام من القصر الكبير في العصر الحديث، ص. 464.
2) المرجع نفسه، ص. 464.
3) نفسه، ص. 465.
4) مقالته ” الفنانة أمينة الرميقي .. جذوة وأسلوب متميز”، بوابة القصر الكبير.19/06/2017

 

أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *