أعلنت عائلة المخرج العالمي ديفيد لينش عن وفاته عن عمر يناهز 78 عامًا. جاء الإعلان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حيث وصف البيان الفقدان بأنه “فجوة كبيرة في العالم”.
بصمة لا تُنسى في عالم السينما
تميز لينش بأسلوب فريد يمزج بين السريالية والغرابة، مما جعله من أكثر المخرجين تأثيرًا على مدار العقود الماضية. بدأ مسيرته بفيلم “إريزر هيد” عام 1977، الذي رغم طابعه الغريب، مهد الطريق لأسلوبه السينمائي المميز. وتعاون لينش مع المؤلف الموسيقي الراحل أنجيلو بادالامنتي لخلق أجواء موسيقية فريدة عززت من طابع أفلامه.
تقدير عالمي وإنجازات بارزة
حصل لينش على جائزة الأوسكار الفخرية عام 2020 تكريمًا لمسيرته المليئة بالابتكار. ورغم معاناته من مرض انتفاخ الرئة، ظل متفائلًا ورفض التقاعد، معتبرًا المرض نتيجة لعادته الطويلة في التدخين.
رحلة من مونتانا إلى هوليوود
وُلد ديفيد كيث لينش في 20 يناير 1946 في ميسولا، مونتانا. شجعه والداه منذ الصغر على الإبداع، حيث بدأ حياته كرسام قبل أن ينتقل إلى عالم الأفلام القصيرة. في مقابلة مع مجلة “رولينغ ستون” عام 1990، أشار إلى تأثير نشأته في الضواحي الأمريكية على رؤيته الفنية.
أعماله الأيقونية
أصبح فيلمه “رجل الفيل” (1980) محطة فارقة في مسيرته، حيث رُشح لثماني جوائز أوسكار. وبعد إخفاق فيلمه “ديون” (1984)، عاد بقوة بفيلم “بلو فيلفت” (1986)، الذي نال إعجاب النقاد والجماهير على حد سواء. أما مسلسل “توين بيكس” (1990)، فقد أحدث ثورة في عالم التلفزيون وأثبت أن لينش مخرج يمتلك قدرة غير عادية على المزج بين الواقعية والغرائبية.
الثلاثية الهوليوودية واستكشاف المجهول
تناولت أفلام لينش مثل “الطريق السريع المفقود” (1997)، و”مولهلاند درايف” (2001)، و”إنلاند إمباير” (2006) موضوعات معقدة كالشخصية والهوية، واعتُبر “مولهلاند درايف” أحد أعظم الأفلام في القرن الحادي والعشرين.
إرثه المستمر
في عام 2017، عاد لينش بموسم جديد من “توين بيكس” بعنوان “العودة”، الذي حظي بإشادة واسعة وأثبت تأثيره المستمر في السينما والتلفزيون. وعلى الرغم من أنه لم يخرج أفلامًا جديدة بعد “إنلاند إمباير”، فقد استمر في الرسم والموسيقى، مما يعكس شغفه الذي لا ينتهي.
وداعًا لرجل الأحلام
توفي ديفيد لينش إثر مضاعفات مرض انتفاخ الرئة، لكنه ترك إرثًا خالدًا يمتد عبر أجيال من المبدعين. كما قال الممثل كايل ماكلاشلان: “ديفيد كان فريدًا من نوعه، ورحيله يجعل العالم أقل ثراءً”.