“حكايات الجدة الايروتيكية ” كتاب جديد صدر عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع فى العراق. يحتوي الكتاب على عشر قصص ومقدمة صغيرة بعنوان ” الإذن والسماح ” هذه المقدمة كحوار ومنولوج استرجاعى قصير بين الجدة والراوى . من عناوين القصص : شاعر فى جزيرة النساء ، هموم عجوز شبق ، رجل وفتاة فى حلم ، زين بائع الكيف ، ليندا عاشقة الطيور، الجنة هنا ولا أحد يدرى. لعل السمة البارزة فى عنوان المجموعة والقصص ، الاشتباك مع الإيروتيكا بحمولتها وأبعادها الجمالية والإنسانية ودلالة انفتاحها على الطبيعة والحب والعشق والتسامح . هذا تجلى عبر شخصيات المجموعة ـ كان للنساء فيها نصيب كبيرـ لذا جاءت الشخصيات حاملة أجنحة إيروس ؛ فكان التقلب والانتقال من مكان لمكان ومن زمن لزمن ومن جسد امرأة لآخرى كما فى قصة ” هموم عجوز شبق ” أو من جسد رجل لرجل آخر كما فى قصة ” أشواق وميول سارة ” هناك كذلك لحظات الشعور بالغبطة والتجدد والرضى والتحرر من الزمن وما يكبل ويغل الإنسان. ضمن سمات المجموعة أيضا، حب الحياة والتعلق بأسبابها والدعوة إلى التمتع بمسراتها ومباهجها و ملذاتها قبل انقضاء الشباب وفوات العمر ، لذلك نرى الشخصيات تتهالك على العيش اللين وارتياد الحانات وأماكن اللهو والسفر . مع ذلك هناك سمة آخرى علق عليها الروائى والناقد المصرى حسنى حسن حين قال : ” إن الايروتيكية والصوفية، أو فلنقل الايروتيكية الصوفية ، عالم أحمد الشريف المفضل والخاص جدا وفى هذا النص كما فى عديد نصوصه الأخرى سوف نتقصى أثر خطواته ، الطامحة إلى العرفان ، الوالجة فى حمأة الشهوات واللذائذ الجسدانية، فى محاولة مستحيلة لادراك حقيقة الذات ، إنه التوق إلى التسامى والتعالى الروحاني عبر الذوبان والفناء فى أقيونسات الجسد الأنثوى. كم هو رهيب ومخيف ذلك الجمال ، كما يعبر دوستويفسكى ، وكم هو ملح عنيد هذا النشوان للأعالى”.
طنجة الأدبية
