هو .. كما هو لونه..
يدري ولا يدري ..
كما يعرفه الفراغ ..
ويملأه الخواء ..
يحسب أنه
المورد لا الماء
إن لم يكن هو “آدم” الدلاء …
هو كما يعرفه طابور العطشى
الواقفون ..
والعابرون ..
في الفلوات والبيداء
دلو أعور
وأعمى من العماء
يتقمص برانيس الحكماء
ويحلم بشفاه السقاءات
وأنفاس الجميلات .. العطشانات
هو لا يدري أنه في عز القيظ
ليس إلا …
دلوا فارغا يترنح في الهواء ..
وأن بطنه مندلق بضراط خواء
لا يصغي لحكمة البئر
الشاهق من تحته
لأنه يخال أن البئر يستسقيه
ونسي أن الماء
لا يرضى حتى بالاستلقاء
في بطن فقاعة
آخر الدلاء.
عبده حقي