الرئيسيةإبداعخمرة الحاج

خمرة الحاج

نورالدين الطويليع

بعدما شرب وأوصل مفعول الخمرة إلى موطن الأسرار توجه الحاج بسيارته الجديدة التي اشتراها بمناسبة تتويجه رئيسا لقبيلة الطرشان والعرجان والعميان، توجه نحو حي صفيحي ليجود على طائفة من أبنائه العاطلين بقنينات الخمر رأفة بهم، وإحسانا إليهم، خف الفتية نحوه محيين راكعين ساجدين شاكرين فضله عليهم بإخراجه إياهم من دائرة الشعور بواقعهم المدمي المبكي، وتعهدهم بما ينقلهم إلى عالم الأحلام لساعات تنسيهم ما هم فيه من ضنك وألم ووجع.

هذا واجبي تجاهكم، رد الحاج، قبل أن يستطرد قائلا: أخذت عهدا على نفسي أن أزكي عن طلبات السند بما يزيد عن قيمة الزكاة الحقيقية، حججت بيت الله الحرام، وأحرص على الصلاة بين الفينة والأخرى، وفي الوقت نفسه تتملكني رغبة جامحة في إخراجكم مما أنتم فيه بما كان يفعل من كانوا قبلكم، وتحدث بلسانهم الشاعر قائلا:

وإذا شربت فإني رب الشرونق والسدير…وإذا صحوت فإني رب الشويهة والبعير

متعتي أن أسكنكم في فيلات فاخرة وقصور سامقة تنسيكم الأوحال والأوساخ، سعادتي تكمن في نقلكم إلى عالم جميل يرحل بكم كما رحل بهذا الشاعر من عالم الرعي والصحراء القاحلة إلى عالم القصور والبذخ والخيال.

دمت ذخرا لنا سيدنا الحاج، أنت مؤمن حقا بعطفك على الفقراء وطيبوبتك وحرصك على إدخال البسمة عليهم، تعطي كلا حقه، وتوفر عليه حظه، هذا هدية، وذاك طلب سند، و الآخر استضافة حاتمية، والأخرى سهرة راقصة، والآخرون ليالي حمراء…، إنك تطعم السائل والمحروم، وتدبر أمورنا أحسن تدبير، وتسهر على توفير مطلب الحياة السعيدة لكل واحد من أفراد رعيتك.

هذا واجبي، سأبقى وفيا لنهجي، ولن أذخر جهدا في بذل المزيد رغم عقوق البعض ونكرانهم وتنكرهم لكل هذا الجميل.

اطمئن سيدنا الرئيس، فقط عليك أن تشير علينا بالتحرك لنعمل المناشير في أجسادهم، جزاء الإحسان هو الإحسان، لن نتركك لهؤلاء الأوغاد، سنقطعهم إربا إربا حتى يخلو لك وجه الحياة السعيدة وتتخلص من كل منغصاتها، نحن جنودك المجندون، غدا في الاجتماع الذي ستعقده ستجدنا إلى جانبك، والويل كل الويل لمن سولت له نفسه الاعتراض على حرف من حروفك الذهبية.

شكرا لكم، هكذا تكون نصرة المؤمن للمؤمن، دمتم لي ودمت لكم، ودامت لنا الحياة، وتبا لأعدائنا أعداء الحياة.

 

 نورالدين الطويليع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *