الرئيسيةإبداعقصة قصيرة : إلى أرواح شهداء انتفاضة يناير 1984 بالقصر الكبير

قصة قصيرة : إلى أرواح شهداء انتفاضة يناير 1984 بالقصر الكبير

أكتم الصوت داخلي، يتأجج صدري، أوزع تساؤلاتي،، نظراتي عبر النافذة،، اختفت الحركة، صياح الباعة وهلوساتهم، أحاديث قدماء محاربي الحرب الأهلية الاسبانية، وهم يتحذلقون حول الأدرد ، يتطاير لعابه من فمه وهو يمسك القصبة الصقيلة، من طرفها تارة، ومن وسطها تارات أخرى، يحكي يشد الأنفاس،، يحكي يشخص المواقف المناسبة لقامته القصيرة، والصوت المبحوح الذي يعرف محطات توقفه، يتقن فن التوقف يجول بالحدقتين الضيقتين، يتفرس الوجوه يستعطفها باسما تنفحه فيتابع رحلته .
من موقعي أرقب الأزقة الفارغة، والمحلات المتوحدة إغلاقا ، كان للهواء طعم لم أستسغه، أقلقني الصمت، وحده صوت الهيلوكبتر المحلقة يكتم أنفاسي، تمسح الأزقة،،والرجال مبثوثون هنا ، وهناك ، يتملكهم الذعر، يمسحون واجهات البيوتات ،وإطارات المحلات المغلقة، بنظراتهم البئيسة ،، قدر أحمق الخطى ساقهم وساقني، أشفق على نفسي، أتخيلها تعود لتلك الجماجم الصغيرة ،وهي تصارع أسبوعا آخر من الانكسار الرتيب ، نفس المقعد، نفس المربع ، نفسها الوجوه المصفوفة تنتظر ..ماذا تنتظر ؟؟
استهلال الاندحار ؟ زيف عتبات البدء ؟ التقيؤ الطيني بعد عب الماء المترب ؟؟ ماذا تنتظر ؟؟؟
أذناي تلتقط أصوات الطلقات النارية ..أوصد النافذة، أقرفص، أدس وجهي بين ركبتي، أرتعش، أرتعد، موسيقى خافتة هامسة حالمة تنتشلني، أشخص ببصري الأفق، أمشي أتقدم شاخصا، والصغيرة من على السلم بجسمها الصغير النحيل ترمق ، تتسلل في صمت، أطوح بيدي ،، ترسل صيحة ترافقها موسيقى صاخبة ، أضع رأسي المتثاقل بين راحتي…. تقهقه الصغيرة، أغلق سمعي وموسيقى VERDIT تصحب نزول الصغيرة …خطوة ثلاثية تجعلها داخل أزرق الدائرة الضوئية !!!

محمد كماشين
محمد كماشين

محمد كماشين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *