الرئيسيةأخبارأمينة الصيباري

أمينة الصيباري

أمينة الصيباري

اذا كان لكل مدينة خاصية تميزها، فمدينة القصر الكببر لها ما يميزها من مآثر ومزارات ومعالم، وبذكرها يذكر عادة تاريخ الملوك الثلاثة، مما جعلها قبلة للوافدين عليها. كما لا يخفى على القارئ انها عرفت برجالها ونسائها من ذوي العلم والمعرفة قديما وحديثا، ولا أحد ينكر أنه بقدر صغر المساحة التي عرفت بها على مدى مراحل تاريخية متعددة ، أنجبت ولازالت أبناء وبنات يشرفونها أينما حلوا وارتحلوا، ويندرج ضمن هذا ما عرفته هذه المدينة العريقة منذ القدم، عن نساء حباهن الله بالعلم والمعرفة والفن وما أكثرهن. ويسرنا أن نتعرف راهنا على إحداهن، ممن قدمن الكثير، وتلكم هي الأستاذة الشاعرة والأديبة أمينة الصيباري.
فأمينة الصيباري فاعلة جمعوية وباحثة في الصورة وناقدة سينمائية، من مواليد 24/06/1972 بمدينة القصر الكبير، شمال المغرب، خريجة مركز تكوين المفتشين بالرباط سنة 2011 تشتغل مفتشة اللغة الفرنسية بالسلك الثانوي بجهة تادلة أزيلال، حاصلة على الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة السلطان مولاي سليمان سنة 2008 ، وعلى ماستر في اللغات والترجمة والمعلوميات، بجامعة السلطان مولاي سليمان سنة 2011. يقول عنها الاستاذ سعيد حجي:
“أمينة الصيباري واحدة من هذه الأسماء التي يحق لمدينة القصر الكبير أن تفتخر بهم، رغم أن ظروف الحياة قادتها للتحليق بعيدا شيئا ما عنها، إلى مكان آخر، ربما يختلف عن الشمال المغربي في العديد من الجوانب والخصوصيات، وبالضبط إلى مدينة بني ملال عاصمة جهة تادلة أزيلال.
بابتسامتها الديبلوماسية تقابل أمينة الصيباري الجميع …”
نشاطها الجمعوي:
اشتغلت السيدة أمينة الصيباري في المجال الحقوقي لعدة سنوات، وكذا في العمل الجمعوي، ولا غرابة فهي تعتبر العمل الجمعوي من أهم العناصر المحركة للمجتمع.
وفيما يلي رصد لأهم أنشطتها الجمعوية:
*رئيسة جمعية “الفن إكون” للنهوض بالثقافة البصرية بجهة تادلة أزيلال.
*عضو مؤسسة لجمعية “إنصات” للنساء المعنفات والأمهات العازبات بجهة تادلة أزيلال.
*عضو بالمجلس الإداري لجمعية “أوكاد” للشفاهية والحكي بجهة تادلة أزيلال.
* شغلت أمينة الصيباري، عضوية المكتب التنفيذي للجامعة الدولية للأندية السينمائية منذ سنة 2013، وذلك بعد أن تم انتخابها ضمن مؤتمر الحمامات بتونس.
أعمالها:
ولأمينة الصيباري إضافة إلى نشاطها الجمعوي، عطاءات فنية وأدبية وتربوية، نذكر منها:
*دراسات وأبحاث حول الصورة في المجال التربوي.
*دراسة حول ديوان “أغاني تساوت” للشاعرة الأمازيغية مريريدة نايت عتيق، ترجمة الفرنسية لرونيه أولوج .
*بحث حول “دور الصورة في الارتقاء بمستوى الكتابة في السلك الإعدادي”
*مخيال الهجرة في فيلم “وبعد” للمخرج محمد إسماعيل
*قراءة نقدية في فيلم “فينك أليام ” للمخرج ادريس شويكة
*قراءة نقدية في فيلم “الوتر الخامس” للمخرجة سلمى بركاش
*مقالات منشورة بالصحف وبالمجلات المتخصصة
*شاركت في تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية بمدينة بني ملال:
مهرجان الفنون 2008
*ندوة دولية حول الهجرة بجامعة السلطان مولاي سليمان 2008
*مهرجان السينما 2009
*معارض للفن التشكيلي والفوتوغرافي
*المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، الدوة الرابعة عشرة 2011
*عضو لجنة تحكيم بالمهرجان الوطني للفيلم الوثائقي التربوي بخريبكة ، الدوة الأولى 2011
وجدير بالذكر، أن هذه الكاتبة هي أيضا شاعرة وجدانية رقيقة، ولها العديد من الدواوين الشعرية، من ابرزها:
رجع الظلال ، 2013.
وشم بالشوكولا، سنة 2015.
كما صدرت لها رواية عن دار السليكي إخوان بطنجة، موسومة ” ليالي تماريت” سنة 2019.
وتبقى الكتابة بالنسبة لأمينة الصيباري، “هي أن تقبل أن تواجه العالم عاريا إما جزئيا أو كليا… فأن تصدر كتابا يعني أن توافق على أن يتنقل شيء منك خارجك”
و في تصريح لبوابة القصر الكبير الالكترونية حول برنامجها المستقبلي ككاتبة للمجموعة الإفريقية قالت أمينة الصيباري : ” سنسعى لنشر الثقافة السينمائية في القارة السمراء إذ لدينا في الجامعة الوطنية مشروع خلق فيدرالية إفريقية للأندية السينمائية؛ سيكون مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة لهاته السنة محطة أساسية لإنطلاقة جديدة للجامعة يأخذ فيها البعد القاري مكانة مميزة..المهرجان أيضا فرصة سيجتمع فيه سينمائيون من مختلف دول القارة و أول خطوة هو عقد شراكة مع الجامعة التونسية وجامعة بوركينا فاصو ” .
إن امينة الصيباري شاعرة وجدانية، لا تكتب الشعر إلا لدوافع نبضات وجدانية ملحة , ولا تبدع قصائدها الا عن تجربة ذاتية أنضجتها الأيام , ومن يتأمل صورها وتأملاتها, يجد في عالمها الشعري تعبيرا وجدانيا عن نفسها وعن ذاتها. وفي ديوانها، الموسوم ب “وشم بالشوكولا”، نقرأ لكم:
“سأُعد للصباح قهوة أخرى
وللقهوة نكهة أخرى
وللنكهة دهشة أخرى
وللدهشة إغفاءة على مد البحر وغدر الزمن،
إغفاءة تليق بالوجع المختر في الروح.
أيها الصباح…
ها هي الطفلة تلملم صباحها حبة حبة،
تعيده إلى السنبلة الأولى لعلها تُشرق،
ترسم الأرض بالشوكولا،
وتلون البحر بالبنفسج”.
يقول أحدهم عن هذا المقطع ((تحيلنا الشاعرة على الحلم بصباحات جديدة، ربما أجمل، وهي موشومة بالشوكولا، تلك التحلية التي يعشقها الجميع، والوحيدة القادرة على محو الوجع “المختر في الروح”)).
وفي قصيدة أخرى تبوح امينة الشاعرة بما يخالجها، عبر صور خيالية شفافة وموحية، حيث جاء فيها:
هروب
كيف أرحل اليك ايها المساء المدلل !! النوافذ مقفلة على اسرارها والشموع ترعى غزلانها في الظلام !!
مرآتك تعاكس الضوء ولا تعكسه
متوهج لحظ المساء
مخضرة روابي القمر
من يطفىء قرص الشمس
حين يتجبر الشعاع
من يعبر الغيث معيرا
للرجوع الى السماء
ويذهب أحمد دحبور إلى أن أمينة في هذه المقاطع تقترب من نظام الموشح , وتتحدث عن الليل والقمر والشمس والشعاع والغيث والسماء , كمناجاة حنينية تسامرها وتساهرها عن بعد. ولعل ما اقتبسناه من هذه الومضات الشعرية , يتيح للقارىء.

أمينة بنونة

أمينة بنونة
أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *