الرئيسيةأخبارالراحل علي الصقلي الحسيني.. أديب مبرز جمع بين الشعر والعلم والوطنية الصادقة (شهادات)‎

الراحل علي الصقلي الحسيني.. أديب مبرز جمع بين الشعر والعلم والوطنية الصادقة (شهادات)‎

أجمعت شهادات جرى استيقاؤها عقب مراسيم تشييع جثمان المرحوم الشاعر علي الصقلي الحسيني، بعد عصر اليوم الثلاثاء بالرباط، بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، على أن الراحل جمع بين الشعر والعلم والوطنية الصادقة، شاعر مبرز وعالم منتسب، فقد المغرب، برحيله، علما من أعلام الأدب، هام وجدا بلغة الضاد وأبدع في تناولها شعرا ونثرا.

وبهذه المناسبة الأليمة، قال السيد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الراحل علي الصقلي الحسيني عرف بوطنيته الصادقة، شاعرا عالما كان، خريج جامعة القرويين، مبرزا أن النشيد الوطني الذي وضع كلماته الراحل ويردده المواطنون، “يعتبر معلمة من المعالم الوطنية التي نفتخر بها”، مسجلا أن ذلك يعكس وزن وحجم هذا الرجل ليصبح إبداعه الشعري مرتبطا بالنشيد الوطني للمملكة، بما يحفل به هذا النشيد من معاني وطنية راقية.

وأضاف السيد العثماني أنه على الرغم من مكانته المبرزة في المشهد الإبداعي المغربي فقد عاش الراحل الصقلي الحسيني متواضعا لا يحب مواطن الظهور مبتعدا عنها، عاش إنسانا يحب وطنه وملكه ومواطنيه.

وفي شهادة مؤثرة، قال الأستاذ عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، إن الفقيد علي الصقلي الحسيني كان شاعرا مفلقا، وعماد الشعر الأصيل المقفى الموزون، ترك عدة دواوين شعرية، ليس فقط للكبار بل حتى للأطفال والناشئة، حتى لقب بأمير شعراء المغرب، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بدواوين الراحل الموجهة للأطفال، وأن يتم توزيعها على الأكاديميات المكلفة بالتربية والتعليم حتى تصل إلى الهدف الذي توخاه منها الراحل فقيد الشعر المغربي والعربي، مبدع كلمات النشيد الوطني المغربي.

بدوره، قال السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في شهادة مماثلة خص بها الوكالة، إن الراحل علي الصقلي الحسيني اجتمع فيه ما تفرق في غيره: وطني غيور ومناضل جسور وأديب وعالم، رجل تشبع بحب الوطن، كان من بين المنخرطين مبكرا في الحركة الوطنية، مشيرا إلى أن الراحل كان من الذين تعرضوا للاعتقال في أحداث 1944 التي شهدتها مدن الرباط وسلا وفاس غداة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وتم سجنه بالسجن الفلاحي بعين علي مومن، واسمه مسجل إلى جانب عدد من الشخصيات والمجاهدين المغاربة.

وأضاف السيد الكثيري أن الراحل اعتنق الوطنية عقيدة، وناضل طيلة حياته من أجلها بالقلم وبالشعر وبالأدب وبالكلمة الحقة والصادقة، وظل رجلا يعيش في الظل متواضعا قنوعا، مذكرا بالعديد من المهام التي تقلدها في سلك الدولة، وظل لصيقا بهموم وقضايا وطنه، مستحضرا إبداعه المفخرة المتجلي في نظمه للكلمات التي تشكل هيكلا شعريا للدور اللحني للنشيد الوطني المغربي.

من جانبه، قال الأستاذ محمد بنموسى، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعتي محمد الخامس بالرباط وسيدي محمد بنعبد الله بفاس، وأحد خلصاء الراحل، إن علي الصقلي الحسيني من الذين خلدوا أسماءهم في السجل الذهبي لوطنهم، مضيفا أنه يكفيه شرفا وفخرا، وإن غاب جسده، فقد ترك نشيدا وطنيا يتلو كلماته ويرددها المغاربة جميعا، نشيد ينبي عن رجل صادق في وطنيته، بذل الكثير من التضحيات الوطنية.

واعتبر أن رحيل الصقلي الحسيني، الشاعر المبرز والعالم المنتسب للقرويين، خسارة كبيرة لوطنه المغرب، فالراحل جمع بين الشعر والعلم والوطنية الصادقة، مؤكدا أن كلمات النشيد الوطني ستظل راسخة في عقول وقلوب المغاربة متواصلة في الأجيال المتعاقبة.

من جهته، قال الشاعر والكاتب حسن نجمي إن المغرب يفقد برحيل علي الصقلي الحسيني شاعرا من الحجم الوازن، وأحد كبار نظام القصيدة العمودية في المغرب، بل يمكن القول إنه آخر مبدعيها وسادنيها، مشيرا إلى أنه تعرف على الراحل، الذي عرف بصدق شاعريته وبصدقية ما يكتبه وما يبدعه، خلال المناظرة الوطنية الأولى للثقافة المغربية التي انعقدت في تارودانت سنة 1986، “ومنذ ذلك الحين ظلت وشائج الصداقة والمحبة راسخة بيننا، ونتبادل بعضا من انشغالاتنا الأدبية والإبداعية والجمالية، كل يمثل جيله ورهانا مختلفا في الكتابة والإبداع”.

وأضاف الشاعر حسن نجمي قائلا “كنت أستحضر، من خلال علاقتي بالراحل، مكانته الرمزية والأدبية والثقافية، وكشاعر وكاتب رسخ اسمه وتجربته في التاريخ الأدبي المعاصر، وأيضا كرجل تربية مارس مهنة التعليم في عدة مستويات وعلى امتداد عقود”.

وقد عرف الراحل، الذي ولد بمدينة فاس عام 1932، بتأليف النشيد الوطني للمملكة فضلا عن إبداعات أدبية متنوعة.

وتابع الفقيد دراسته بجامعة القرويين التي تخرج منها بإجازة في الأدب قبل أن يمارس التدريس بنفس المؤسسة.

وتولى علي الصقلي الحسيني العديد من الوظائف، حيث عمل مستشارا ثقافيا بوزارة الخارجية وأستاذا ملحقا بكلية الآداب والعلوم ثم مفتشا عاما بوزارة التربية الوطنية.

وخلف الراحل آثارا أدبية غزيرة من بينها دواوين “همسات ولمسات”، “أنهار وأزهار”، “نفحات ولمحات”، ومجموعة من دواوين الأطفال مثل “من أغاني البراعم”، “أنغام طائرة”، “ريحان وألحان”، و”مزامير ومسامير”.

وتميز الفقيد بتأليف العديد من الروايات والمسرحيات الشعرية من قبيل “المعركة الكبرى”، “مع الأسيرتين”، “الفتح الأكبر”، “أبطال الحجارة” و”الأميرة زينب”.

وحصل الشاعر علي الصقلي الحسيني على الجائزة الكبرى للمغرب سنة 1982 وعلى جائزة الملك فيصل العالمية لأدب الطفل سنة 1992.

و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *