الرئيسيةأخبارتوطين فرقة مسرح تافوكت لسنة 2018

توطين فرقة مسرح تافوكت لسنة 2018

تشكل هذه المحطة الفرصة الثانية في فعل التوطين المسرحي لفرقة مسرحية أمازيغية بيضاوية هي فرقة فضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، هذه الفرقة التي راهنت على المكون الأمازيغي بمدينة الدار البيضاء انطلاقا من قناعة مفادها أن هذه المدينة العملاقة هي عاصمة كل الأمازيغ بالمغرب، علاوة على أنها أكبر مدينة أمازيغية في العالم وعلى الرغم من أن التوطين كان بالمركز الثقافي عين حرودة – زناتة / المحمدية بضواحي مدينة الدار البيضاء وتبعد 17 كيلومتر. الفضاء العام الذي كانت ظروف الاشتغال به أول الأمر صعبة بعض الشيء إلا أن فرقة مسرح تافوكت استطاعت أن تحوله بحق إلى منارة أضاءت سماء المسرح الأمازيغي المغربي بمدينة الدار البيضاء كما شهد على ذلك البرنامج المتكامل التي أنجزته الفرقة خلال الموسم الأول من التوطين لسنة 2017، والذي شهد على نجاعته المستفيدون و المتدخلون والمسؤولون على حد سواء.
وسيرا على النهج نفسه و استكمالا للمشروع الذي راهنت عليه الفرقة عمدت في موسمها الثاني في إطار التوطين المسرحي إلى اختيار شعار يمضي قدما نحو تحقيق الهدف العام الذي تسعى إلى تحقيقه، وهكذا تطور شعار الموسم الأول (المسرح الأمازيغي : من حيوية اللغة إلى ثقافة الجمال) إلى شعار جديد محوره:
“النهوض بالمسرح الأمازيغي مسؤولية وطنية ”
وإذا كان في السنة الأولى من التوطين قد عمد مسرح تافوكت إلى إدماج وتوظيف عناصر من الثقافة الأمازيغية في الفضاءات الثقافية المغربية، ومنها فضاءات المسرح باعتبار هذا الأخير مكونا هاما من مكونات الثقافة الوطنية، وعمدت أيضا إلى نشر هذه الثقافة على أوسع نطاق في الأوساط الشبابية والطفلية وعموم الفعاليات الثقافية الوطنية التي لا تزال تحتاج إلى التحسيس والتعريف بقيمة هذا المكون في تنمية الذات الوطنية بالاعتماد على الجوانب الفنية عموما والمسرحية خصوصا، فإن الإيمان لا يزال قويا بأن المسرح الأمازيغي رافد هام من روافد الثقافة والفكر المغربيين القادر على تلقيح المسرح المغربي ومنح المشهد الثقافي المغربي غنى وتنوعا في التعابير الفنية خصوصا وأن هذا المشهد يتطور يوما بعد يوم وتنضاف إلى ركبه عشرات الأصوات الأمازيغية الشابة التي آمنت بالقضية الثقافية الأمازيغية، وبدور الفنون عامة والمسرح في تغيير واقعنا وتطويره.
وعليه فإن السنة الثانية من التوطين برسم موسم 2018 تسير هي الأخرى على طريق استكمال مختلف الأنشطة التي رسمت الفرقة معالمها و أنجزتها خلال الموسم الأول اعتقاد منها أن المسرح الأمازيغي لا يزال في حاجة إلى إمكانات تسمح له بالوجود المباشر والمستمر، و أن يكون في اتصال حثيث مع متلقيه، مادامت الغاية الأخيرة التي تسعى إليها هي جعله فنا فعالا يربي الذائقة الفنية والجمالية لدى الجمهور، وينمي ثقافته ومعارفه وفكره الفني والمسرحي من خلال المنجز المسرحي و الورشات التكوينية و الندوات الفكرية و اللقاءات الفنية في الماستر كلاس، بالموازاة مع عروض ترفيهية وتثقيفية تستهدف بالأساس جميعها إدماج كل مقومات الثقافة الأمازيغية في مكونات المسرح الأمازيغي لجعل هذا الأخير يشكل إضافة نوعية للمشهد المسرحي المغربي.
هذه المحددات والتصورات هي التي تقف وراء تسطير برنامج توطين فضاء تافوكت للإبداع للموسم الثاني بالمركز الثقافي عين حرودة / زناتة المحمدية – الدار البيضاء.
و في تصريح صحفي للمخرج بوسرحان الزيتوني حول المنجز المسرحي للفرقة لهذا الموسم و المعنون بمسرحية – أفرزيز – قال: تأتي مسرحية أفرزيز ضمن سياق تجربة التعاون مع المسرح المغربي الناطق بالأمازيغية والذي يسعى للانفتاح على المسرحيين المغاربة بعيدا عن عوائق اللغة وايمانا بالمشترك الوجداني التاريخي والحضاري… ولقد تحكمت في خياراتي الفنية والتقنية ضمن هذه التجربة من جهة الرغبة في المساهمة في تطوير المنجز الأمازيغي مسرحيا وثانيا الحفر في جزء كبير من تكويننا الثقافي والجمالي.
وأضاف حول مسرحية أفرزيز المعدة عن مسرحية رحلة حنظلة لسعد الله ونوس بأنها مسرحية السؤال في الإنسان وجودا وهوية، ضد كل محاولات المحو التي تطاله والسياجات التي تنكر عليه الحق فكرا وتعبيرا ووجودا. نقدم في أفرزيز تجربة كوميدية نقدية ساخرة ضد واقع السلب والاستلاب الذي يعاني منه الإنسان البسيط في مجتمع تتراجع فيه القيم في دهاليز مظلمة يزيدها الخوف قتامة. تقنيا وفنيا، ويمكن اعتبار مسرحية أفرزيز استمرارا للتجربة المسرحية التي قدت غمارها منذ سنوات في البحث عن مسرح بحث وتجريب بدون اغتراب عن الذات، مسرح لا يختفي وراء المساحيق ولا تتراجع فيه القضية المسرحية. لهذا يجد المتلقي في المسرحية كل ألوان الحياة من تمثيل وغناء ورقص في ثوب من الكوميديا السوداء المرة بمرارات الحياة.
و نقرأ في أوراق الفرقة حول العرض أن مسرحية أفرزيز لفرقة مسرح تافوكت – إنتاج 2018 بدعم من وزارة الثقافة والاتصال في إطار التوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة. تحكي عن حنظلة الذي يقبض عليه ذات ليلة دون أن يعرف تهمته، ويزج به في السجن، ليظل فيه ستة أشهر دون جريرة ، ويخبرنا ثنائي الرواة أنه رجل مسالم ، يعمل “عداد فراطة في بنك الازدهار”، يشكل تناقضا حادًا بين عدم امتلاكه للنقود ، وعمله اليومي في عدها ، ويعلن هو أنه يعيش دوما “بجوار الحائط” ، مستكينا وهاربا من أية مواجهة ، ويوفر للقرش الأبيض كي ينفعه فيما بعد ، وهو ما سيدركه في السجن، حيث يجب عليه أن يدفع كل ما اذخره رشوة لسجانيه كي يسمحوا له بالخروج من السجن ، فيعود لزوجته ليجدها قد حولت بيته لماخور ، وتطرده من البيت مدعية عدم تفهمها لسر غيابه ، بل و متهمة إياه بالخيانة!!، كما يطرد من عمله لتغيبه عنه دون إذن أو مبرر معقول وبعد مغامرات بين المستشفى والشعوذة يستفيق حنظلة على مرارة العالم وسطوته وتجريده للذات من وجودها.
تجدر الإشارة أن المسرحية من تأليف الكاتب السوري سعد الله ونوس، ومن إعداد وإخراج المبدع بوسرحان الزيتوني. وتكلف بتمزيغ النص الكاتب محمد بنسعود. أما الإدارة والإشراف الفني والتقني للفنان خالد بويشو.
وهي من تشخيص الزاهية الزهري – محمد بودان – سعاد توناروز – عبدو التاجر. سينوغرافيا: حسناء كوردان. تصميم وإنجاز الملابس: رجاء بويشو. التأليف الموسيقي: إدريس تامونت. و أشرف على تنفيذ تصورات العرض عدة تقنيون و هم الفنانون: سهام فاطن ومحمد الهوز وعكاش كرم الهوس وأبو علي علي وعبد الكبير البهجة وعمرو بصير. العلاقات العامة: محمد أبو العموم. بينما تتكلف مؤسسة تافوكت للإنتاج بالبرمجة والتسويق.
وفي تصريح لمدير مشروع التوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع والمشرف الفني و التقني الفنان خالد بويشو قال: بعد تقديم جملة من العروض بمدينة الدار البيضاء لمسرحية أفرزيز بمسارح مختلفة نتوجه إلى جنوب المغرب في أولى جولات. وتشمل مدينة تيزنيت بالمركز الثقافي محمد خير الدين يوم 12 أكتوبر. و عاصمة سوس أكادير بالمركز الثقافي آيت ملول يوم 13 أكتوبر. ومراكش بالمركز الثقافي سيدي رحال يوم 14 أكتوبر 2018. وكما هو معلوم فإن العرض يدخل في إطار السنة الثانية للتوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة. هذا المشروع الذي يتضمن عدة أنشطة وفعاليات من مثل تنظيم 5 ورشات متخصصة لفائدة الشباب يؤطرها أساتذة ذوي كفاءة عالية و هم: الدكتور مسعود بوحسين في ورشة المبادئ الأساسية للإخراج المسرحي و الأستاذ يوسف آيت منصور في ورشة الممثل الراوي و الأستاذ الحبيب الأصفر في ورشة المبادئ الأساسية لفهم وبناء الشخصية الدرامية و الأستاذ يوسف العرقوبي في ورشة المبادئ الأولية لفن السينوغرافيا و الأستاذ إسماعيل الفلاحي في ورشة الكتابة الركحية عبر الارتجال. وهي كلها ورشات متخصصة موجهة للشباب الطلبة المولعين بالفن المسرحي. بالموازاة مع تنظيم سلسلة ورشات مسرحة الحكاية لفائدة الأطفال من تلاميذ المؤسسات التعليمية بتأطير من عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية د. فؤاد أزروال و الفنان أبو علي عبد العالي و تستمر لمدة ثلاثة أشهر في كل مرحلة بواقع حصص قارة في نهاية كل أسبوع. كما تنظم 5 ندوات فكرية تحمل عناوين و محاور تؤطرها الاستمرارية و العلاقة مع ما سلف من ندوات في السنة أولى توطين 2017 و هي ندوة: المسرح الأمازيغي و الكتابة الدرامية. و ندوة: المسرح الأمازيغي والنقد. و ندوة: المسرح الأمازيغي والجمهور. و ندوة: جماليات المسرح الأمازيغي. و ندوة: المسرح الأمازيغي والأعلام. هذه الندوات برمجت بمشاركة الأساتذة و الدكاترة الصافي مومن علي و لعزيز محمد المدير الفني لمشروع التوطين وفؤاد أزروال و محمد زيطان و هشام بن الهاشمي و محسن زروال ومسعود بوحسن وعبد المجيد شكير وأمين ناسور وعبد اللطيف ندير وبشرى عمور و بازغ لحسن.
كما نستضيف في فقرة الماستر كلاس الفنانة فاطمة تيحيحيت والفنان محمد مشموم اليازيدي. بإدارة كل من الفنانين أحمد السوسي و خديجة تافوكت. علاوة على برمجة أنشطة أخرى ضمن التوطين المسرحي منها العمل على إصدار كتب تهم الفن الدرامي الناطق بالأمازيغية. وتوثيق المسرحيات المنجزة وطباعتها باللغتين الأمازيغية و العربية بهدف إغناء المكتبة المسرحية المغربية.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *