تواصلت يوم أمس الأحد عروض المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بعرض فيلم “الميمات الثلاث، قصة ناقصة” لسعد الشرايبي، وهو فيلم عن التعايش من جهة والتطرف العقائدي العنيف من جهة أخرى، وذلك بالاعتماد على الوثيقة التاريخية المُصوَّرة بشكل كبير ليواكب ستين سنة من الأحداث التاريخية والسياسية التي شهدها العالم والمنطقة العربية مركزا على القضية الفلسطينية وكيف أرخَى الصراع العربي الإسرائيلي بظلاله على الأوضاع العالمية وكيف جعل عدم الاستقرار الميزة الأساسية لهذه المنطقة وصولا للربيع العربي بكل ماشهده من عنف وانفجار وهَبَّات..الشخوص الأساسية في الفيلم كانت مجرد صدى لأفكار المخرج سعد الشرايبي وكاتبة السيناريو فاطمة لوكيلي، إذ لاتتغير مواقفها ولا خطاباتها السياسية منذ الصغر وحتى بلوغ الستين عاما من عمرها وكأنها فقط هنا لتُمَثِّل صَدى للتيارات السياسية الرئيسية في المنطقة وليست شخصيات من لحم ودم رغم المجهود المبذول في هذا السياق خصوصا فيما يتعلق بتيمتي الصداقة والحب..على العموم فقد حافظ شرايبي على الخيط الرابط بين أفلامه خلال هذا الفيلم وظل مخلصا لتوجهه وسينماه التي تتبنى دائما مواقف إديولوجية يؤمن بها ويدافع عنها.
يشكو فيلم “الميمات الثلاث، قصة ناقصة” من تطويل غير مبرر دراميا قد يُشعر المشاهدين بالملل، وأعتَرفُ أنني لو لم أكن مُصِرا على إكماله حتى يكون حُكمي عليه منطقيا وموضوعيا لخرجتُ قبل انتهاء الساعة الأولى أو بعدها بقليل.
عبد الكريم واكريم-طنجة
