احتضنت مدينة سطات، مساء السبت، انطلاق فعاليات الدورة الحادية والعشرين من المهرجان الدولي للفنون التشكيلية «بصمات»، المنظم تحت شعار «خمسون عامًا، خمسون فنانًا»، بمشاركة خمسين فنانة وفنانًا يمثلون مجالي الفنون التشكيلية والموسيقى، في تظاهرة فنية تعكس غنى المشهد الثقافي وتنوعه.
ويمتد هذا الموعد الفني، المنظم إلى غاية 23 دجنبر الجاري، بمبادرة من جمعية بصمات للفنون التشكيلية، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء–سطات، ليقدم للجمهور أكثر من مائة لوحة وعمل فني، تعكس مدارس وأساليب فنية متعددة.
وعرف حفل افتتاح الدورة حضور عدد من الأسماء الفنية البارزة من مختلف التخصصات الإبداعية، إلى جانب تنظيم لحظات تكريمية لشخصيات فنية، اعترافًا بمسارها وإسهاماتها في إغناء الساحة الثقافية والفنية.
وفي تصريح صحفي، أوضحت الفنانة التشكيلية ورئيسة جمعية بصمات، ربيعة الشاهد، أن هذه الدورة تشكل ثمرة عام كامل من العمل المتواصل، مبرزة طابعها الاستثنائي لتزامنها مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، بما تحمله هذه المناسبة من رمزية وطنية قوية تنعكس على مضمون المهرجان وروحه.
وأضافت أن التظاهرة تجمع بين تعبيرات فنية متعددة، تشمل الرسم والنحت والموسيقى، مشيرة إلى أن المهرجان يراهن على تنوع الاتجاهات الفنية التي تعكس الهوية الثقافية المحلية لمدينة سطات، مع انفتاحه في الوقت نفسه على تجارب فنية وطنية ودولية.
ومن جهته، عبّر الفنان حسن الفد عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث، معتبرًا أن الملتقى يتيح فرصة للاطلاع على تطور التجارب التشكيلية من خلال تنوع الأعمال والعوالم الجمالية المعروضة، كما يشكل مناسبة لتجديد علاقته بالفن التشكيلي والالتقاء بفنانين من أجيال مختلفة.
وأكد أن المعرض يتيح للزائر قراءات متعددة للأعمال الفنية، إذ تلامس بعض اللوحات الإحساس والمشاعر، بينما تدعو أخرى إلى التأمل والصمت، كل حسب لغته الفنية الخاصة.
بدورها، أوضحت الفنانة التشكيلية فاطنة شعنان أنها تشارك في هذه الدورة بعملين فنيين، مشيرة إلى أن لوحاتها تستلهم الموروث الثقافي المغربي، من خلال الاشتغال على الرموز واستعمال الحلي والمجوهرات الأمازيغية، التي تحمل دلالات تاريخية وثقافية عميقة مرتبطة بالهوية والبعد الإفريقي.
ومن خارج المغرب، عبّر الفنان التشكيلي زينغاس فوسطا، القادم من إفريقيا الوسطى، عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الملتقى، مشيرًا إلى أن تنوع المشاركين يفتح المجال أمام تبادل التجارب واكتشاف أساليب فنية جديدة، بما يعزز الحوار الثقافي بين الفنانين.
ويتضمن برنامج الدورة معارض جماعية، وورشات إبداعية موجهة للشباب، إلى جانب ندوات فكرية و«ماستر كلاس»، فضلاً عن فقرات موسيقية، في إطار سعي المهرجان إلى توسيع دائرة التفاعل مع الجمهور وتقريب الفنون البصرية من مختلف الفئات.
طنجة الأدبية

