عادت أبواب المتحف الوطني الليبي في طرابلس لتفتح من جديد أمام الزوار، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، في خطوة ثقافية تعيد الاعتبار لأحد أبرز المعالم التاريخية في البلاد، المعروف سابقاً باسم «السراي الحمراء». ويتيح هذا الافتتاح للجمهور فرصة نادرة لاكتشاف كنوز أثرية وتاريخية ظلت بعيدة عن الأنظار منذ اندلاع الانتفاضة التي أنهت حكم معمر القذافي.
وكان المتحف، وهو الأكبر من نوعه في ليبيا، قد أغلق سنة 2011 على خلفية الأحداث التي رافقت الثورة، والتي شهدت توترات كبيرة حول محيطه، خاصة وأن القذافي ألقى في إحدى المرات خطاباً شهيراً من أسواره. ومنذ ذلك الحين، ظل هذا الصرح الثقافي مغلقاً إلى أن استعاد اليوم دوره كمخزن للذاكرة الوطنية ومجال للتواصل مع تاريخ البلاد المتنوع.
ويمتد المتحف، الذي شُيّد في ثمانينيات القرن الماضي، على مساحة عرض تقارب عشرة آلاف متر مربع، تضم مجموعات غنية من اللوحات الفسيفسائية والجداريات والمنحوتات والعملات، إضافة إلى قطع أثرية نادرة. وتغطي هذه المجموعات فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالحضارتين اليونانية والرومانية، وصولاً إلى المرحلة الإسلامية، في تجسيد حي لتعدد الروافد الحضارية التي شكلت تاريخ ليبيا عبر القرون.
ويُرتقب أن يسهم إعادة افتتاح المتحف في إنعاش الحركية الثقافية والسياحية في العاصمة طرابلس، وتعزيز ارتباط الليبيين بإرثهم التاريخي، باعتباره شاهداً مادياً على عمق الحضارة الليبية وتنوعها.
طنجة الأدبية
