شهدت مدينة تطوان، مساء الجمعة، افتتاح الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح، وذلك خلال حفل احتضنه مسرح سينما إسبانيول وسط أجواء احتفالية جمعت فنانين ومبدعين من مختلف أنحاء المغرب. وتنظم هذه الدورة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبشراكة مع عمالة إقليم تطوان، حيث تمتد فعالياتها إلى غاية 21 نونبر الجاري.
تميز حفل الافتتاح بتكريم مجموعة من الأسماء المسرحية التي بصمت على مسار متميز داخل الساحة الفنية، إلى جانب تقديم لجنة التحكيم والأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية لهذا العام. وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد أن هذه الدورة تأتي في سياق وطني مميز يتزامن مع الاحتفال بعيد الوحدة والذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مشيراً إلى أن المسرح المغربي كان دائماً شاهداً على التحولات التنموية التي عرفتها المملكة. وأبرز أن الوزارة تواصل العمل بثبات داخل هذا الورش الثقافي الكبير تحت الرؤية الملكية، بما يسهم في تعزيز حضور المغرب في محيطه الإقليمي والدولي.
وأضاف الوزير أن المهرجان يمثل فضاءً للاحتفاء بالإبداع المسرحي الوطني، سواء من حيث الأعمال الجديدة أو من حيث البحث والاشتغال النقدي، معتبراً أن جيلاً جديداً من الشباب أصبح يحمل مشعل التجديد المسرحي، بما يجعل خشبة المسرح فضاءً مستمراً للحيوية والإبداع. كما شدد على التزام الوزارة بدعم المواهب الشابة وتطوير فضاءات العرض المسرحي بما يتماشى مع التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعرفها المغرب.
وأشار بنسعيد إلى أن المرحلة الحالية تشهد إطلاق منظومة جديدة لدعم المسرح تعتمد على دفتر تحملات حديث قائم على مقاربة تشاركية تستجيب لتطلعات المسرحيين، موضحاً أن هذه الرؤية لا تقوم فقط على تمويل الإنتاج، بل تهدف إلى تطوير البنية التنظيمية والفنية للممارسة المسرحية، وضمان استمرارية إنتاج أعمال ذات جودة عالية تساهم في الارتقاء بالمشهد الثقافي الوطني.
من جهته، عبّر مدير الدورة ياسين أحجام عن سعادته بانطلاق المهرجان وسط حضور جماهيري مهم، مؤكداً أن نسخة هذا العام تحمل برمجة متنوعة تجمع بين العروض الرسمية وأنشطة موازية من بينها فقرة “مقامات إبداعية” التي تحتفي بالشعر والموسيقى والفن التشكيلي، إضافة إلى معرض للكتاب، ومعرض للمجسمات السينوغرافية، وعدد من الورشات الموجهة للشباب في مجالات التشخيص والارتجال والحكي، فضلاً عن توقيع إصدارات جديدة وتنظيم ندوات فكرية.
وتشارك في المسابقة الرسمية اثنتا عشرة مسرحية تمثل فرقاً من مختلف المدن المغربية، وتتنافس على جوائز الإخراج والتأليف والسينوغرافيا والملابس والتشخيص وغيرها، من بينها أعمال مثل “تخرشيش”، “أدناس”، “مواطن اقتصادي”، “الحراز”، “رحلة”، “منذ متى كانت الأرض كروية”، “عظم السما”، “ممانعة”، “فيرتيج”، “حيحا”، “يوم الإبحار”، و“غروب”. كما يشمل البرنامج عروضاً موازية خارج إطار المنافسة، إضافة إلى عروض موجهة للأطفال وأخرى مقدمة لنزلاء السجن المحلي بتطوان، في مبادرة تكرس دور المسرح في الانفتاح على المجتمع وتعزيز دوره التربوي والثقافي.
طنجة الأدبية
