الرئيسيةأخبارالمسرحية الإيطالية “سكرين” تتوج بجائزة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة

المسرحية الإيطالية “سكرين” تتوج بجائزة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة

“سكرين” الإيطالية تتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة

اختتمت بمدينة طنجة فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، وسط حضور لافت من الفنانين والطلبة والمهتمين بالفنون الركحية، حيث توجت المسرحية الإيطالية “سكرين” القادمة من أكاديمية المسرح بروما صوفيا أميندوليا بالجائزة الكبرى لهذه الدورة. وقد نالت المسرحية استحسان لجنة التحكيم التي ضمّت أسماء فنية وأكاديمية من المغرب ومصر، بعدما اعتبرتها نموذجاً متكاملاً يجمع بين جودة الأداء وتماسك الرؤية الفنية والتقنية، مقدمة معالجة مبتكرة لقضايا الاستغلال العاطفي والانعزال الاجتماعي الناتج عن التأثير المتزايد للتكنولوجيا في العصر الحديث.

العمل الإيطالي الذي حصد أيضاً جائزة “أحسن سينوغرافيا”، تميز ببناء بصري محكم ولوحات درامية اعتمدت على قوة الأداء الفردي والانضباط الحركي فوق الخشبة، إضافة إلى قدرة لافتة على التحكم في الفضاء المسرحي وابتكار لغة بصرية تعكس عمق الفكرة التي يتناولها العرض. وفي فئة الإخراج، توّجت مسرحية “كريزوطيميس أو لعنة الأتريديس” القادمة من جامعة إيكس مارسيليا الفرنسية بجائزة “أحسن إخراج”، مكافأةً على رؤيتها الفنية المتماسكة وقدرتها على إعادة صياغة الأسطورة في قالب مسرحي معاصر.

أما جائزة “أحسن تشخيص إناث” فعادت مناصفة للمغربيتين آية جبران وأسماء لامين عن أدائهما في مسرحية “الخادمات” من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بينما تقاسم جائزة “أحسن تشخيص ذكور” كل من المصري محمد عبد العزيز عن دوره في مسرحية “الظل” من جامعة عين شمس، والمغربي رحيم النعيمي عن دوره في مسرحية “وصل متأخرا ورحل” لطلبة كلية بن مسيك بالدار البيضاء.

وتواصل الاعتراف بالأعمال المبدعة بمنح جائزة “أفضل نص مسرحي” للمسرحية الإسبانية “نعم لا نستطيع. مجتمع الإرهاق” من جامعة كومبلوطينسي بمدريد، لما قدمته من قراءة نقدية لواقع الإنسان المعاصر في ظل الإيقاع المتسارع للحياة. كما توجت مسرحية “ريبليكا” من جامعة فيلنيوس الليتوانية بجائزة “الانسجام الجماعي”، فيما اختارت لجنة التحكيم منح جائزتها الخاصة لمسرحية “1984” التي قدمتها الأكاديمية الوطنية لفنون المسرح في كراكوف ببولندا، تقديراً لجرأتها الفنية وقدرتها على تجديد القالب المسرحي المأخوذ من العمل الأدبي الشهير.

وفي منحى آخر، توجت لجنة التحكيم مسرحية “كاربت” من معهد الفنون ببرشلونة بـ“جائزة حقوق الإنسان”، نظراً لاقترابها من قضايا الكرامة الإنسانية وتقديمها رؤية فنية تعكس معاناة الفئات المهمشة. كما وجهت اللجنة تنويهاً خاصاً لبعض الممثلين الشباب الذين لفتوا الأنظار، من بينهم المصري أحمد فتحي، والمغربي جواد باري، والبرتغالية كونشطانسا تومي، تقديراً لأدائهم اللافت في عروضهم.

وعرف حفل الاختتام الذي احتضنه قصر الفنون والثقافة بطنجة حضوراً مهماً من الفاعلين الثقافيين والأكاديميين والطلبة، وتخللته لوحات فنية قدمتها فرقة “أطفال الغيوان” التي أبدعت في أداء مقاطع تراثية من بينها أغنية “العيون عيني والساقية الحمرا لي”، في مناسبة تزامنت مع إحياء الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.

وشهدت الدورة الثامنة عشرة مشاركة واسعة لطلبة وفنانين من عدة دول، من بينها مصر وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وليتوانيا وبولونيا والجبل الأسود والبرتغال، إلى جانب فرق جامعية مغربية. وقد شكل هذا التنوع الثقافي محطة غنية للتبادل الفني بين المشاركين، مؤكداً مكانة المهرجان كأحد أبرز الفضاءات الجامعية الدولية المخصصة للفنون المسرحية، ومرسخاً دوره في إبراز طاقات شابة قادرة على تقديم تجارب مبتكرة تعكس دينامية المسرح الجامعي وتطوره.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *