كشف الروائي المصري يوسف القعيد عن تفاصيل جديدة حول رواية الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، والتي كانت سببًا في محاولة اغتياله. وأوضح القعيد أن الرواية الوحيدة التي أثارت قلق محفوظ قبل نشرها كانت “أولاد حارتنا”، إذ توقّع أن تثير جدلًا واسعًا بين القراء والنقاد، وهو ما حدث بالفعل بعد صدورها.
وأشار القعيد إلى أن الشاب الذي حاول اغتيال محفوظ في عام 1994 لم يقرأ الرواية، بل تأثر بخطبة جمعة تناولت الرواية بشكل مشوّه، ما دفعه لمحاولة الاعتداء على الأديب أمام منزله في العجوزة بالقاهرة أثناء توجهه إلى ندوته الأسبوعية بقصر النيل، لتنقلب الحادثة إلى قصة مأساوية تعكس التوتر بين الأدب والفكر الديني في مصر آنذاك.
صدرت “أولاد حارتنا” لأول مرة عام 1959 في بيروت بعد نشرها على حلقات في جريدة “الأهرام”، لكنها أُوقفت سريعًا بسبب ضغوط دينية وانتقادات شديدة من بعض التيارات المتشددة، الذين وصفوها بالكفر والإلحاد، بينما اعتبر محفوظ أن العمل غير المنشور يمثل “سرًا خاصًا” لا يحق لأحد الاطلاع عليه قبل نشره. رغم ذلك، أثبتت الرواية جرأتها الفكرية وأسهمت في ترسيخ مكانة محفوظ، وصولًا إلى فوزه بجائزة نوبل عام 1988.
وأشار القعيد إلى أن نجيب محفوظ لم يتحدث عن أعماله قبل نشرها، معتبرًا أي نص لم ينشر بأنه “سر خاص”، وأن مساهماته الأدبية تمثل انعكاسًا صادقًا للشخصية المصرية بروح إنسانية وإخلاص، مع معالجة قضايا الهوية والفقر والسياسة والدين، وانتقاد ضمني للاستبداد والتطرف.
ويعد محفوظ (1911-2006) رائد الرواية العربية الحديثة، ولد في حي الجمالية بالقاهرة، وترك إرثًا غنيًا يتجاوز 30 رواية و18 مجموعة قصصية، أبرزها “الثلاثية” (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)، “الشحات”، و”الحرافيش”، التي ترجمت إلى عشرات اللغات، لتصبح مصدر إلهام للأدباء في مصر والعالم العربي وحتى الولايات المتحدة.
طنجة الأدبية

