في أمسية ساحرة احتضنتها مدينة الصويرة مساء السبت، أسدل الستار على الدورة العشرين لمهرجان “الأندلسيات الأطلسية”، حيث تزيّنت أجواء المدينة بإيقاعات الموسيقى والفنون التي جمعت بين الأصالة والابتكار. وقدمت ديفا الأغنية الشعبية المغربية ريموند البيضاوية حفلاً استثنائياً أشعل حماس الجمهور، معزوفةً على وتر التراث الموسيقي اليهودي المغربي، مستقطبة عشاقها من كل أنحاء المدينة والسياح القادمين لاكتشاف غنى المشهد الثقافي والصوفي بمدينة الرياح.
تميز الحفل بحضور شخصيات بارزة، من بينهم مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور السيد أندري أزولاي، ومستشارة الثقافة والرياضة بالحكومة الأندلسية باتريسيا ديل بوزو فرنانديز، وسفير إسبانيا بالمغرب إنريكي أوجيدا فيلا، إضافة إلى نخبة من الدبلوماسيين والفنانين. وعبر الحضور عن إعجابهم بأداء ريموند البيضاوية التي أبدعت في تقديم باقة من أشهر أغانيها مثل “فينك يا الحبيب” و”العظمة”، ودمجت بين العيطة والموسيقى الشعبية وألحان الشكوري بطريقة أبهرت الجميع، مع مشاركة فنية مميزة من فرقتها الموسيقية.
كما شهدت السهرة عروضاً استثنائية لفرقة “باليه فلامنكو الأندلس” تحت إشراف مصممة الرقصات باتريسيا غيريرو، من خلال عرض “تييرا بنديتا” الذي نقل الجمهور في رحلة حسية عبر أعمق ألوان الفلامنكو، مزجاً بين الإيقاع والرقص والثقافة الأندلسية الأصيلة. فيما أضاء عازف القيثارة أحمد الكندوز وفرقته المسرح بأداء رائع لروائع الشعبي والشكوري والعيساوي، ليختتم الفنان فيصل بنحدو الحفل بديو فني مع ريموند البيضاوية، مقدماً ألحاناً وإيقاعات جديدة أضفت على الختام لمسة احتفالية متميزة.
وفي تصريحات صحفية، أعرب السيد أندري أزولاي عن تقديره للشركاء الأندلسيين، مشيراً إلى أن المهرجان يجمع بين المسيحيين واليهود والمسلمين على نفس المنصة، مؤكداً أن الدورة العشرين جسدت روح التعاون والتسامح الثقافي بين الأندلس والمغرب. كما أكدت باتريسيا ديل بوزو فرنانديز على الروابط التاريخية العميقة بين الشعبين، معتبرة المهرجان “فضاءً للحوار والاحترام بين الثقافات والأديان”.
من جانبها، عبّرت ريموند البيضاوية عن سعادتها واعتزازها بالمشاركة، مشيرة إلى أن لقاء جمهور الصويرة يمثل مصدر إلهام دائم لها. وأكدت باتريسيا غيريرو أن عرض “تييرا بنديتا” كان رحلة عبر أساليب الفلامنكو المختلفة، معبراً عن الثقافة والإيقاع وروح الأرض. وقد نجح مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” مرة أخرى في تعزيز مكانة الصويرة كمنصة عالمية للحوار بين الثقافات والأديان، من خلال نحو 20 حفلاً موسيقياً ومنتديات فكرية وأنشطة ثقافية متنوعة، صوناً للتراث وإشعاعاً للإبداع على الصعيد العالمي.
طنجة الأدبية

