الرئيسيةأخبارمهرجان أمستردام يستبعد المؤسسات الإسرائيلية وسط تصاعد المقاطعة الثقافية

مهرجان أمستردام يستبعد المؤسسات الإسرائيلية وسط تصاعد المقاطعة الثقافية

idfa 2025 amsterdam

اتخذ مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA) موقفًا لافتًا هذا العام بعد قراره رفض اعتماد شخصيات إسرائيلية بارزة من مؤسسات سينمائية معروفة، من بينها مهرجان “دوكافيف” في تل أبيب، ومؤسسة “كوبرو” (CoPro)، وهيئة البث الإسرائيلية “كان” (Kan).

القرار، الذي نقلته مجلة فارايتي الأميركية، أثار ضجة واسعة في الأوساط الثقافية، إذ يُنظر إليه على أنه تجسيد لموجة المقاطعة الدولية للمؤسسات الإسرائيلية التي تتلقى دعماً مباشراً من الحكومة، في ظل الاتهامات الموجهة لها بالتورط في الحرب على غزة.

يأتي ذلك بعد حملة قادتها منظمة “عاملون في السينما من أجل فلسطين”، والتي جمعت أكثر من أربعة آلاف توقيع من فنانين وصناع سينما من مختلف أنحاء العالم، بينهم نجوم عالميون مثل إيما ستون، وأوليفيا كولمان، ومارك روفالو، وخواكين فينيكس، دعوا فيها إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية المتواطئة في الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

مديرة المهرجان إيزابيل أراتي فيرنانديز أكدت أن القرار لا يستهدف الأفراد، بل المؤسسات التي تعتمد في تمويلها على الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن “إدفا” يراجع طلبات المشاركة وفقاً لمعايير حقوق الإنسان والاستقلالية الفنية، وهو مبدأ طبّقه سابقاً على أفلام من دول مثل روسيا وإيران.

في المقابل، عبّرت المخرجة الإسرائيلية ميخال فايتس، رئيسة مهرجان “دوكافيف”، عن استيائها من القرار، مؤكدة أن منظمي المهرجان الهولندي أبلغوهم بأنهم “متواطئون في الإبادة الجماعية”، وهو توصيف اعتبرته “ظالمًا ومجحفًا”، لافتة إلى أن مهرجانها عرض في السنوات الماضية أفلامًا إسرائيلية تنتقد السياسات الحكومية، منها فيلم “محامية” الذي تناول الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، وفيلم “1948: تذكّر، لا تذكّر” الذي طرح رواية مخالفة للتاريخ الرسمي الإسرائيلي.

لكنّ الموقف الجديد لمهرجان أمستردام يعبّر، بحسب مراقبين، عن تحول متزايد في الموقف الثقافي العالمي من إسرائيل، إذ باتت المقاطعة الفنية تُستخدم كأداة رمزية للضغط السياسي والأخلاقي على المؤسسات الداعمة للحكومة.

في هذا السياق، كتبت الصحفية الفلسطينية حنين مجادلة في مقال بصحيفة هآرتس أن المقاطعة ليست فعلاً عدائياً بل “تصحيح لمسار غير عادل”، مؤكدة أن المبدعين الإسرائيليين لا يمكنهم الادعاء بالبراءة طالما يواصلون العمل داخل منظومة تموّلها الدولة التي تنفذ انتهاكات بحق الفلسطينيين.

وأضافت أن “الرفض اللفظي للاحتلال لا يكفي ما لم يرافقه موقف فعلي من النظام العسكري الذي يقمع الفلسطينيين”، معتبرة أن شعار “ليس باسمي” لم يعد مقنعاً أمام العالم.

أما منظمة “عاملون في السينما من أجل فلسطين” فأوضحت أن دعوتها إلى المقاطعة تستند إلى تجارب تاريخية مشابهة، مثل الحملة الدولية التي أسهمت في إنهاء نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا، مشددة على أن “الطريق الوحيد أمام المؤسسات الإسرائيلية لاستعادة مكانتها هو التوقف عن التواطؤ مع سياسات الاحتلال والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني وفق القانون الدولي”.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *