عاشت القاهرة ليلة استثنائية حينما أضاءت سماؤها مجسمات ذهبية لآثار الملك توت عنخ آمون، في مشهد أبهر السكان وأثار الدهشة، تزامناً مع العدّ التنازلي للحدث الثقافي الأضخم في تاريخ مصر الحديث، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير.
ففي ساعات متأخرة من ليل الأربعاء وحتى فجر الخميس، ظهرت في سماء العاصمة صور ضوئية مذهلة لقناع الملك الذهبي وعدد من مقتنياته، في عرض ضوئي يعكس فخامة الإرث الفرعوني وروعة الحضارة المصرية التي تستعد لتقديم فصل جديد من مجدها عبر هذا الصرح العملاق، المقرر افتتاحه مساء السبت المقبل، الأول من نوفمبر.
وتشهد مصر حالة من الاستنفار الثقافي والاستعدادات المكثفة لاستقبال حفل الافتتاح التاريخي، الذي سيحضره عدد من قادة وزعماء العالم وشخصيات دولية بارزة من مختلف القارات، وسط اهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق.
ويُعد المتحف المصري الكبير أكبر مشروع متحفي في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية للملك توت عنخ آمون، تُعرض جميعها للمرة الأولى في مكان واحد، وعلى رأسها قناعه الشهير الذي يُعتبر أحد أبرز رموز التاريخ الإنساني. كما يحتضن المتحف مجموعات أثرية أخرى تروي قصة مصر القديمة بكل ما تحمله من أسرار الحياة والعقيدة والفن عبر آلاف السنين.
وأكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن جميع الترتيبات اللوجستية والفنية لحفل الافتتاح قد اكتملت، مشيراً إلى أن الحضور سيشمل وفوداً رسمية من الدول العربية والأوروبية والآسيوية.
من جانبه، كشف محافظ الجيزة عادل النجار أن نسبة إشغال الفنادق بلغت 100% قبل أيام من الافتتاح، موضحاً أن نحو 220 فندقاً داخل المحافظة مكتملة العدد، ما يعكس حجم الإقبال العالمي على هذا الحدث الذي سيعيد لمصر مكانتها كعاصمة للحضارة الإنسانية ومركز عالمي للسياحة الثقافية.
طنجة الأدبية

