شهدت مدينة سلا، مساء السبت، إسدال الستار على الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة، حيث انتزع الفيلم النمساوي “القمر” (2024) لمخرجته كوردوين أيوب الجائزة الكبرى. وفي باقي الجوائز الرسمية، حازت المخرجة البرازيلية ماريانا بريناند على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها “ماناس”، فيما نال فيلم “عام الأرملة” للمخرجة فيرونيكا ليشكوفا، وهو إنتاج مشترك بين التشيك وسلوفاكيا وكرواتيا، جائزة أول عمل.
أما على مستوى الأداء، فقد تألقت الممثلة النرويجية هيلغا غورين بتجسيدها في فيلم “حبيبي” للمخرجة ليليا إنغولفسدوتر، لتحصد جائزة أحسن دور نسائي، بينما اقتسم عدد من الممثلين جائزة أحسن دور رجالي عن مشاركتهم في فيلم “فتيات الرغبة” للمخرجة الفرنسية برينسيا كار. وفي مسابقة “الضفة الأخرى”، توج الفيلم المغربي “404.01” لمحمد الداغور مناصفة، بينما كانت جائزة الفيلم الوثائقي من نصيب “السور الصغير” للبلجيكية إيف دوشمان، مع تنويه خاص بفيلم “المدينة الأم” من جنوب إفريقيا.
وتمكن فيلم “إخوة في الرضاعة” لكنزة التازي من الظفر بجائزة الجمهور الشبابي الخاصة بالأفلام القصيرة، في حين حصل الفيلم المغربي “404.01” لمخرجه يونس الركاب على جائزة الجمهور للشريط الطويل، مع إشارة خاصة للفيلم المغربي “وشم الريح” لليلى التريكي.
محمد عادل حجي، نائب رئيس جمعية أبي رقراق وعضو اللجنة التنظيمية، اعتبر أن الدورة الحالية تميزت بانفتاحها على تجارب متعددة من مختلف القارات، إلى جانب حضور مغربي وعربي وازن، مشيرا إلى أن برمجة العروض في الفضاءات العامة مثل ساحة السوق الكبير عززت تواصل المهرجان مع سكان المدينة. بدورها، عبرت المخرجة البلجيكية إيف دوشمان عن اعتزازها بالمشاركة، مؤكدة أن المهرجان أتاح منصة حقيقية لتبادل النقاش بين مبدعات من مختلف أنحاء العالم. ومن جانبها، رأت المخرجة المغربية أسماء المدير أن هذا الموعد يظل أحد أبرز الفضاءات التي تكرس صورة المرأة في السينما، مشددة على أن تراكم دوراته ساهم في إشعاع سلا ثقافيا.
وتخلل حفل الافتتاح تكريم وجوه فنية بارزة، من بينها الفنانة المغربية سعاد النجار، والممثلة فرح الفاسي، والفنانة المصرية حنان مطاوع، إضافة إلى الإعلامية صباح بنداوود التي قضت ثلاثة عقود في خدمة الثقافة السينمائية عبر الأثير. المهرجان، الذي نظمته جمعية أبي رقراق من 22 إلى 27 شتنبر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شكل مرة أخرى فضاءً للاحتفاء بالإبداع النسائي، وتعزيز حضور المرأة في الصناعة السينمائية، وفتح آفاق الحوار بين مختلف الفاعلين.
طنجة الأدبية

