استوقفني هذا الصباح شريط مصور لطفل جزائري صوته يصدح بكل ما أوتي من قوة ويعلن” أحبكم يا مغاربة” رفقة صديقه، وسيدة وقور تمر بجواره تطالعه ثم تتوقف برهة كي تبعث قبلات حب دافئة بوجه تعلوه مشاعر صادقة وعلى مسامعها يتردد صوت الطفل عاليا “نحن إخوة..نحن إخوة،” جملة من حرفين كفيلة أن تغير العالم لمن يعي مفهوم وقدسية العلاقة الأخوية .
غادر الجميع من حول الطفل وظل هو متمسكا بقضبان الحديد يمعن النظر بشوق وحيرة إلى الجهة المقابلة تارة وتارة يضم كلتا يديه ويرفعهما عاليا إشارة منه على مصافحة الآخر ومعانقته .
مشهد قد يبدو عاديا بالنسبة للبعض لكنه في العمق يحمل رسائل إنسانية وطهر روحي وفطرة سليمة وقواعد متينة تنبني عليها الإنسانية الضائعة.
مشهد يحمل دروسا ذات قيمة أخلاقية عالية لا يضمها مقرر وزاري ولا برنامج حكومي….
ليت قلوبنا ظلت قلوب أطفال لا تحمل حقدا ولا غلا ولا كراهية… .
ليت أرواحنا نسمة دافئة تنشر الحب كروح تلك المرأة التي مرت بالجوار …
ليت مشاعرنا ترسم ابتسامات صادقة على صفحات وجوهنا الشاحبة…
ليت أيامنا صباحات عليلة بنسمات البراءة…
ليت ذلك الطفل يعلم أنه لامس جرحا غائرا بالقلب وسلب مني بعض نبضي.

فريدة عدنان – المغرب

