يستضيف متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط تحفًا فنية للفنانة البرتغالية جوانا فاسكونسيلوس، وذلك ضمن الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس المتحف. يعرض المتحف مجسمي “ماري بوبينس” و”روايال فالكيري”، اللذين يعكسان أسلوب فاسكونسيلوس الفريد في دمج التقاليد مع الفن المعاصر.
بالتعاون بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والورشة الفنية لجوانا فاسكونسيلوس، يتميز العرض بألوانه المبهرة وأبعاده الرمزية، حيث يُعبر عن رحلة فنية تغوص في التراث وتستعرض رؤية مبتكرة تجمع بين الثقافة التقليدية المحلية والحداثة المعاصرة. المجسمان يعكسان، بتركيبتهما الفريدة، جوانب من التقاليد الشعبية والحكايات المحلية، مما يضفي على العرض طابعًا فنيًا متكاملاً يمزج بين الأنوثة والقوة، والقديم والجديد.
يبرز مجسم “ماري بوبينس” بأذرعه الست المتقنة وألوانه الزاهية، حيث يجمع بين تقنيات النسيج التقليدية والمواد العصرية، ليصبح رمزًا فنيًا يعبر عن روح الابتكار والتجديد. أما “روايال فالكيري”، المستوحى من قرية نيسا البرتغالية، فيغلف بالأزهار والديباج، محتفيًا بتقاليد هذه القرية في الحرف اليدوية، ويمنح الزائر لمحة عن التراث الثقافي البرتغالي.
وفي تصريحٍ خاص، أعربت فاسكونسيلوس عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث، قائلة: “أحرص في أعمالي على خلق تواصل بين القطعة الفنية والثقافة المحلية، مستوحية أعمالي من الحرف اليدوية والتقاليد الشعبية.” كما أشارت إلى أنها استخدمت مواد اقتنتها من المغرب في عدد من أعمالها، مؤكدة على إعجابها بجودة الزخرفة المغربية وتطلعها إلى إبداع قطع مستوحاة من الثقافة المغربية مستقبلاً.
كما عبّر السفير البرتغالي في المغرب، كارلوس بيريرا ماركيز، عن فخره بالمساهمة في الاحتفال بالذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس من خلال عرض أعمال فنانة بارزة. وأوضح أن هذه المناسبة تعزز أواصر الصداقة بين المغرب والبرتغال، وتُصادف ذكرى مرور 250 عامًا على معاهدة السلام بين البلدين.
وأكد عبد العزيز الإدريسي، مدير المتحف، أن استضافة فاسكونسيلوس وعرض أعمالها يمثل انفتاحًا فنيًا على ثقافات وتجارب فنية جديدة، معتبرًا أن هذه التحف الفنية الفريدة تختلف عن النمط الكلاسيكي الذي اعتاد الجمهور على رؤيته في المتحف، وتثري التنوع الفني الذي يقدمه المتحف.
يُذكر أن جوانا فاسكونسيلوس، المولودة في عام 1971، تُعد من أبرز الفنانات البصريات في البرتغال، حيث تميزت على مدار مسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا بابتكار منحوتات ومجسمات عصرية تجمع بين روح التراث والفن الحديث.