الرئيسيةالأولىمقالة: الدعارة الرقمية الى اين؟ ملاك الملالية نموذجا!

مقالة: الدعارة الرقمية الى اين؟ ملاك الملالية نموذجا!

تفجرت فضيحة رقمية أخرى هذه الأيام جعلت الكل يجري ليتعرف على “بنت دارهم” التي ظلت والدتها تولول وتبكي وتعتبرها ابنة عشرينية بريئة “ماكتهش ما كاتنش” بتعبيرنا الدارجي وانها قتلت بفعل فاعل لمجرد انها لبت الدعوة لعيد ميلاد. هذا الامر جعل حتى من لا يهتم بالتيك توك يدخل ليفهم امر هذه “العشرينية البريئة” ؛ليتفاجأ الكل انهم امام بطلة أفلام بورنوبكل حركاتها الايحائية المخجلة!!اين كانت هذه “الام المولولة” لو كلفت نفسها ربع ولولة مما ولولت به على القنوات لما تركت ابنتها تتمادى في هذه المحتويات المخجلة . والمصيبة ان هناك “الفهايمية”بتعبيرنا الدارجي من يصبح لهم راي في الدين فقط عندما يجدون من يتدخل لمحاربة هذه القدوات المفسدة للأجيال ؛ماذا يقول هؤلاء المتدخلون” الفهايمية” اذكروا موتاكم بالخير” .ردنا عليهم هو “صباح الخير اين دينكم وانتم تقضون الساعات في حل افواهكم على هذه المحتويات بالتيك توك وتشجعونها بكثرة المشاهدات ؟! “اذكروا موتاكم بالخير” ليس مكانها ولا وقتها هنا ،عندما يتعلق الامر بحساب شخصي لا يتعدى شخصا او أشخاصا نحسم فيه بقولنا هذا كمسلمين .لكن الامر هنا يختلف محتوى تيك توك الذي تقدمه هذه السيدة انتشر واصبح قدوة للكثيرات،واصبح من الواجب اعادته والتعليق عليه وتوضيح نهايتها لتكون عبرة بدل قدوة لغيرها ممن اهملهن اهلهن واختاروا طريق الكسب السريع والغنى الفاحش.
لكننا وسط هذا الغضب على الاهل لا ننسى دور الدولة التي أصبحت تضم بين مسؤوليها مثل هذا البرلماني الثمانيني ليكون في موقع قرار،يعني يقررون في كفاءات البلاد من موظفين واكاديميين وخبرات علمية فضلوا الانسحاب والهجرة حفظا لكرامتهم ؛ومنهم من افنى شبابه من اجل خدمة الوطن فيجد تقاعده لا يكفيه لكي يعيش بقية حياته عيشا كريما!!
أي نموذج تقدم الدولة للأجيال الصاعدة ؟ابهذا تشجعها على العلم والثقافة لخدمة الوطن؟؟!
هذا البرلماني الثمانيني بطل قصة ملاك الملالية ينتظره تقاعد افضل من الموظف الذي يخدم وطنه بإخلاص ويقدم ضرائب للدولة تقتطعها كما تشاء مباشرة من راتبه وتساهم بها في الإنجازات من محطات طرقية ومطارات وغيرها !ماذا قدم للوطن هو وامثاله من الفاسدين ؟؟ينشرون الفساد ،والرذيلة والمثلية والشذوذ الجنسي.
عندما تفرط الدولة في كفاءاتها وتهمل مثقفيها ،وعندما نجد الكسول السارق وأصحاب السوابق في مراكز قرار مقابل إهانة الكفاءات وكان المجتهد في خدمة الوطن يعاقب بدل ان يكافئ ،وتشجعه ليكون احسن قدوة للمواطنين .فلا نستغرب اذن من تكاثر الدعارة الرقمية لانها نتيجة حتمية لانتشار الفساد بصفة عامة.بل وأصبحت تنطبق علينا _ وبكل اسف المعنى العكسي للاية الكريمة “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”التي كانت بديننا الحنيف الذي ننتسب اليه كمغاربة؛ هو تنافس على البر والتقوى الذي اعد له الله سبحانه وتعالى احسن الجزاء بجنات النعيم.انقلبت الاية ولاحول ولاقوة الا بالله الى تنافس بين من يفضح نفسه اكثر ،ومن يرخص جسده وعرضه اكثر ،وبين من يبدع في أساليب الدعارة ،والشذوذالجنسي والمثلية.

د. نزهة الماموني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *