شهدت مدينة خريبكة إسدال الستار على فعاليات الدورة السادسة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، بتتويج فيلم «مورا يشكاد» للمخرج خالد الزايري بالجائزة الكبرى، خلال حفل احتضنته الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، وسط حضور وازن لفاعلين سينمائيين وأكاديميين.
وتحول حفل الاختتام إلى لحظة اعتراف بالمسار والعطاء، من خلال تكريم الدكتور حسن حبيبي والناقد السينمائي حميد تباتو، تقديرًا لإسهاماتهما البارزة في الحقلين الأكاديمي والسينمائي، وما قدماه من جهود في خدمة الثقافة والصورة والمعرفة.
وعلى مستوى الجوائز، أبرزت لجنة التحكيم، التي اشتغلت وفق معايير مهنية دقيقة، تنوع التجارب وقوة المقترحات الفنية، حيث نال فيلم «لن أنساك» للمخرج محمد رضا كزناي تنويه اللجنة، بينما فاز فيلم «صرخة في صمت» للمخرجة إيمان العلوي العبدلاوي بجائزة الجمهور. كما عادت جائزة المقال النقدي للتلميذ عبد الجليل الشميطي، في حين فازت جائزة أفلام المدارس بفيلم «عكس التيار» للمخرجة آمال بنجلون.
وفي فئة النقد، تُوج الفيلم الإيراني «حوسد خوران» للمخرجتين حديث مرادي وباريسا عبد اللهي، بينما نال فيلم «جوك الأخير في الملاك» للمخرج حسن بن جلون جائزة الإخراج، وحصل فيلم «سر جدتي» من مصر للمخرجة نورهان عبد السلام على جائزة لجنة التحكيم، قبل أن تُمنح الجائزة الكبرى رسميًا لفيلم «مورا يشكاد»، الذي خطف الأضواء بقوة طرحه وجمالية معالجته.
وتميّزت هذه الدورة بسابقة لافتة تمثلت في تشكيل لجنة تحكيم نسائية بالكامل، في خطوة تعكس انفتاح المهرجان ووعيه بأهمية الاعتراف بدور المرأة في الإبداع السينمائي والفكري. وترأست اللجنة الدكتورة أمل بنويس، الباحثة وأستاذة التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، إلى جانب الدكتورة فيولا شافيك، صانعة الأفلام والباحثة في السينما، والدكتورة آمال وسكوم المتخصصة في اللسانيات والترجمة والتخييل الثقافي، والدكتورة ليلى رحموني المنخرطة في مشاريع السينما المغربية.
كما عرفت الدورة تنظيم ندوة فكرية محورية بعنوان «صورة المدينة المنجمية في السينما الوثائقية»، شارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين، إضافة إلى ثلاث ورشات تكوينية في كتابة السيناريو وإخراج الفيلم السينمائي والوثائقي، إلى جانب جلسات لتوقيع الإصدارات، في أفق تجديد موعد عشاق الفيلم الوثائقي مع الدورة السابعة عشرة.
طنجة الأدبية
