خيّم الحزن على الأوساط الفنية الأمريكية بعد الإعلان عن وفاة المخرج والممثل البارز روب راينر عن عمر 78 عامًا، رفقة زوجته ميشيل، داخل منزلهما في حي برينتوود الراقي بمدينة لوس أنجلوس. الحادثة، التي وُصفت بالمأساوية، أثارت حالة من الصدمة والذهول في هوليوود، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط بظروف الوفاة واستمرار التحقيقات الأمنية.
وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن السلطات عثرت على الزوجين مصابين بجروح تشير إلى استخدام آلة حادة، دون تسجيل أي دلائل على اقتحام أو سرقة، فيما أكدت الشرطة أن التحقيق ما يزال مفتوحًا ولم يُعلن رسميًا عن مشتبه به حتى الآن. من جانبها، أصدرت عائلة الراحل بيانًا مقتضبًا عبّرت فيه عن ألمها العميق، مطالبة بمنحها الخصوصية في هذا الظرف الإنساني الصعب.
ويُعد روب راينر واحدًا من الأسماء المؤثرة في تاريخ السينما والتلفزيون الأمريكي، إذ انطلقت شهرته أولًا كممثل في المسلسل الأيقوني “All in the Family”، قبل أن يفرض نفسه كمخرج صاحب رؤية فنية خاصة. وخلال مسيرته، أخرج أعمالًا تحوّلت إلى علامات خالدة في الذاكرة الجماعية، من بينها “Stand by Me”، و”When Harry Met Sally”، و”Misery”، و”The Princess Bride”، و”A Few Good Men”، جامعًا بين الكوميديا والدراما والرومانسية والإثارة بمرونة نادرة.
كما لعب راينر دورًا محوريًا في صناعة السينما المستقلة عبر مشاركته في تأسيس شركة “Castle Rock Entertainment”، التي كانت وراء إنتاج أفلام ومسلسلات شهيرة، أبرزها “The Shawshank Redemption” والمسلسل الأسطوري “Seinfeld”، ما رسّخ مكانته كأحد مهندسي التحول في الصناعة السمعية البصرية الأمريكية.
ولم يقتصر حضور راينر على الإخراج فقط، بل واصل الظهور كممثل في أعمال سينمائية وتلفزيونية لاقت نجاحًا واسعًا، إلى جانب نشاطه السياسي والاجتماعي، حيث عُرف بمواقفه الداعمة لحقوق الإنسان والمساواة، وانتقاداته العلنية للسياسات المحافظة، ما جعله صوتًا بارزًا في النقاش العام داخل الولايات المتحدة.
نشأ راينر في بيئة فنية خالصة، كونه نجل الكوميدي الشهير كارل راينر، وتأثر منذ شبابه برواد الكوميديا والتلفزيون، الأمر الذي انعكس على أسلوبه الإخراجي القائم على المزج بين العمق الإنساني والذكاء الساخر. وبرحيله، تطوي هوليوود صفحة أحد مبدعيها الكبار، فيما يبقى إرثه الفني شاهدًا على مسيرة استثنائية صنعت أفلامًا تجاوزت الزمن.
طنجة الأدبية

