رحلت الروائية البريطانية الشهيرة صوفي كينسيلا عن عمر 55 عامًا، بعد صراع مع سرطان الدماغ، لتغيب صاحبة السلسلة العالمية “اعترافات مدمنة تسوّق” التي طبعت الكوميديا الرومانسية بطابع خاص وحققت انتشارًا واسعًا بملايين النسخ.
وأعلنت عائلتها عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” أن الكاتبة فارقت الحياة بسلام، محاطة بكل ما أحبته: الموسيقى، والدفء العائلي، وأجواء عيد الميلاد. وقالت العائلة: “لا يمكننا تخيّل الحياة دون إشراقتها وحبها للحياة”.
وكانت كينسيلا، واسمها الحقيقي مادلين ويكهام، قد كشفت في أبريل 2024 أنها عانت الورم الأرومي الدبقي لأكثر من عام قبل إعلان إصابتها، موضحة أنها فضّلت إخفاء الأمر حفاظًا على خصوصية أطفالها.
تركَت كينسيلا بصمة لافتة في الأدب المعاصر عبر 10 أجزاء من سلسلة “Shopaholic” التي بدأت عام 2000، إلى جانب روايات عديدة تُرجمت إلى عشرات اللغات وبِيعت بأكثر من 45 مليون نسخة حول العالم. ولم تكن تخطط للكتابة في طفولتها، إذ نشأت في عائلة من المدرّسين، وتعلمت العزف على البيانو والكمان قبل توجهها إلى جامعة أكسفورد لدراسة الموسيقى، ثم الانتقال إلى السياسة والفلسفة والاقتصاد.
بدأت مسيرتها المهنية صحافية مالية، لكن شغف القراءة خلال تنقلاتها اليومية دفعها إلى كتابة روايتها الأولى “The Tennis Party” عام 1995 باسمها الحقيقي، قبل أن تبدأ مرحلة جديدة باسمها الأدبي “صوفي كينسيلا”.
انطلقت فكرة “Shopaholic” من موقف يومي بسيط خلال جولة تسوق، فتحول إلى عالم متكامل تتمحور قصته حول بيكي بلوموود، الشابة الغارقة في الديون بسبب ولعها الشرائي، وسط مواقف طريفة وواقعية. واعتمدت كينسيلا اسما مستعارًا لأن الرواية كانت مختلفة في أسلوبها الأكثر مرحًا مقارنة بأعمالها السابقة.
حققت السلسلة نجاحًا عالميًا، وتحوّلت أولى رواياتها إلى فيلم سينمائي عام 2009 من بطولة آيلا فيشر وهيو دانسي. ولم يقتصر إبداع كينسيلا على هذه السلسلة، إذ ألّفت أيضًا “Remember Me?”، “The Undomestic Goddess”، “Twenties Girl”، إلى جانب أعمال للأطفال واليافعين مثل “Finding Audrey”.
وبعد تشخيص مرضها عام 2022، واصلت الكتابة بروح مفعمة بالأمل، فأصدرت رواية قصيرة بعنوان “What Does It Feel Like” تروي تجربة امرأة مصابة بسرطان الدماغ وأم لخمسة أطفال.
نعَتها وكيلتاها الأدبيتان بوصفها صاحبة قدرة استثنائية على رسم شخصيات تبقى في ذاكرة القرّاء، بينما أكد ناشرها في “Transworld” أن إرثها سيواصل إلهام الأجيال، تمامًا كما فعلت شخصياتها التي صنعت شهرتها العالمية.
برحيل صوفي كينسيلا، فقد الأدب العالمي واحدة من أبرز أصوات الكوميديا الرومانسية المعاصرة، لكن أعمالها التي تحمل مزيجًا من الدفء والمرح ستبقى حيّة في قلوب ملايين القرّاء.
طنجة الأدبية

