انطلقت، أمس الأربعاء بالرباط، فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان خيمة الثقافة الحسانية تحت شعار “خمسون عاما من المسيرة… والثقافة الحسانية في صدارة الثوابت الوطنية”، في تظاهرة تحتفي بعمق الموروث الحساني وتسعى إلى إبراز ثرائه الثقافي والفني. وتنظم هذه الدورة، الممتدة من 3 إلى 6 دجنبر 2025 بالمكتبة الوطنية، من قبل المنتدى الوطني للتراث الحساني بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة الرباط–سلا–القنيطرة، تخليداً للذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء واستحضاراً لدلالاتها في تعزيز الوحدة الوطنية.
وترسخ هذه النسخة مكانة المهرجان كموعد ثقافي وطني يطوّر تجربته سنة بعد أخرى، عبر توسيع فضاءاته الفنية والفكرية، بما ينسجم مع المكانة المركزية التي تحتلها الثقافة الحسانية في الهوية المغربية الحديثة. وتحل السنغال ضيف شرف، في خطوة تعكس عمق الروابط الروحية والتاريخية بين البلدين، وتعزز توجه المغرب نحو توطيد التعاون الثقافي مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، انسجاماً مع رؤية استراتيجية تجعل من الثقافة جسراً للتواصل جنوب–جنوب.
وفي كلمة الافتتاح، أكدت خديجة لعبيد، رئيسة المنتدى الوطني للتراث الحساني ومديرة المهرجان، أن الدورة الحالية “استثنائية”، باعتبارها تحتفي بحدثين وطنيين بارزين: اليوبيل الذهبي للمسيرة الخضراء، وعيد الوحدة الذي أعلنه الملك محمد السادس عقب القرار الأممي الأخير 2797 المتعلق بالصحراء المغربية. وأضافت أن شعار الدورة يعكس الدور المحوري للثقافة الحسانية، التي ظلت دائماً سنداً للشرعية التاريخية ورمزاً للانتماء الوطني وإحدى ركائز الوعي الجماعي.
من جهتها، شددت سفيرة السنغال بالمغرب، سينابو ديال، على أن هذا المهرجان يمثل نموذجاً لجهود المغرب في valorización تراثه الثقافي باعتباره رافعة للتنمية المستدامة ومكوناً أصيلاً في الهوية الإفريقية المشتركة. وأبرزت أن اختيار السنغال ضيف شرف يشكل فرصة لإبراز قوة الروابط بين الشعبين وتجديد الالتزام بحماية التراث الثقافي الإفريقي.
وشهد اليوم الأول تقديم عروض فلكلورية لفرق موسيقية قادمة من الأقاليم الجنوبية، إلى جانب فقرات غنائية للفرقة السنغالية، وافتتاح الخيم الموضوعاتية التي تعرف بالثقافة الحسانية. كما تميز الحفل بتكريم شخصية الدورة، المقاوم الوطني إبراهيم الدويهي، تقديراً لدوره البارز في الدفاع عن الثوابت الوطنية وصون الثقافة الحسانية، وذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية وأعضاء السلك الدبلوماسي.
طنجة الأدبية
