احتفى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الثلاثاء، بالممثلة المغربية القديرة راوية من خلال حفل تكريمي حضره فنانون وإعلاميون من المغرب وخارجه، تقديرًا لمسيرة فنية تركت بصمة واضحة في السينما المغربية. وتسلمت الفنانة “النجمة الذهبية” من المخرج نور الدين الخماري، وسط تصفيق حار وزغاريد الجمهور الذي وقف احترامًا لصوت فني يعد جزءًا من ذاكرة السينما الوطنية.
وفي كلمتها، عبرت راوية عن امتنانها العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدة اعتزازها بالرعاية التي يوليها جلالته للفنانين، كما شكرت الأمير مولاي رشيد والقائمين على استمرار هذا المهرجان. ووصفت التكريم بأنه لحظة استثنائية تتوج مسارًا فنّيًا بنته بمحبة كبيرة للفن.
ومن جانبه، أشاد المخرج نور الدين الخماري بالمسار الإنساني والمهني للمكرّمة، واصفًا إياها بالصديقة الوفية والمرأة الشجاعة، وبأنها رمز السينما المغربية التي يستحق المغرب أن يفتخر بها. وأضاف قائلاً إن لدى كل دولة أيقونتها الفنية، أما المغرب فله “راوية”.
تميز الحفل بعرض مقتطفات من أبرز الأعمال التي شاركت فيها الفنانة، والتي أكسبتها تقديرًا محليًا ودوليًا تُجسده الجوائز المتعددة التي حصلت عليها. كما شهد الحفل لحظة وفاء باستحضار أسماء فنانين مغاربة رحلوا خلال العام، تكريمًا لما قدموه للفن الوطني.
وتعد راوية، واسمها الحقيقي فاطمة هراندي، من أبرز وجوه المسرح والسينما والتلفزيون في المغرب. بدأت مسيرتها على خشبة المسرح قبل أن يكتشفها المخرج محمد العبازي ويمنحها أول فرصها السينمائية في فيلم “كنوز الأطلس”، لتلفت الأنظار وتعمل مع كبار المخرجين مثل سعد الشرايبي والجيلالي فرحاتي ونور الدين الخماري ونرجس النجار وليلى المراكشي.
شاركت راوية في أفلام بارزة من بينها “عطش”، “شفاه الصمت”، و“عيون جافة” الذي حصدت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان طنجة. وامتد حضورها إلى الإنتاجات الدولية مثل “والآن… سيداتي وسادتي” لكلود لولوش، و“الجن”، و“رجال وآلهة” الذي لقي إشادة كبيرة.
وفي 2016 نالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في “مسافة ميل بحذائي” بمهرجاني طنجة وقرطاج، كما كرّمها مهرجان الإسكندرية السينمائي سنة 2018. وعلى الشاشة الصغيرة، تركت بصمتها في أعمال تلفزيونية ناجحة مثل “منديل صفية”، “موسم جاف”، و“جبروت”.
طنجة الأدبية
