الرئيسيةأخبارمن جديد الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

من جديد الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

تميز اليوم الأول من أيام الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم باستقبال ضيوف المهرجان من سينمائيين بمختلف تخصصاتهم وفنانين ومثقفين ونقاد وصحافيين ومدراء مهرجانات وغيرهم في عدد كبير من فنادق مدينة طنجة. كما تميزت دورة هذه السنة باختيار فضاء برج دار البارود لاحتضان حفلي الإفتتاح (يوم الجمعة 27 أكتوبر) والإختتام (يوم السبت 4 نونبر) ويومية المهرجان “استوديو ويب تيفي” على امتداد ساعتين (يوميا من العاشرة والنصف صباحا إلى الساعة 12 و30 دقيقة) لمناقشة أفلام المسابقات بحضور عناصر من طواقمها. هذا بالإضافة إلى احتضان نفس الفضاء لمائدتين مستديرتين، الأولى حول “إشراك الجهات في دعم السينما المغربية” (السبت 28 أكتوبر صباحا) والثانية حول “الإقتباس السينمائي للأعمال الأدبية” (الأحد 29 أكتوبر صباحا)، وبانوراما الأفلام المغربية الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة (من السبت إلى الجمعة ابتداء من الثامنة ليلا).

أما فضاءات عروض أفلام المسابقات الأربع فلم يطرأ عليها تغيير باستثناء قاعة سينما ألكزار التي ستتخصص في عرض ومناقشة أفلام المدارس (أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء ابتداء من الساعة 11 صباحا)، وهي فقرة جديدة تتميز بها دورة هذه السنة. هذا علما بأن قاعة سينما روكسي خصصت  لعروض ومناقشة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة (يوميا في الثالثة زوالا والسادسة والنصف مساء)، كما خصصت قاعة سينما ميغاراما غويا لعروض الأفلام الوثائقية (يوميا في الرابعة والنصف عشية والسابعة والنصف مساء).

من جديد حفل الإفتتاح إسناد مهمة التنشيط بالعربية للممثلة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية المكناسية المولد وسيلة صابحي، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وهو اختيار جد موفق لأنها  كانت أكثر اتزانا من تنشيط وديع دادة، مقدم نشرات الأخبار بقناتنا التلفزيونية الثانية. فهذا الأخير كان أكثر اندفاعا واحتكارا للكلمة منها ولم يتمكن من التحكم بما فيه الكفاية في صوته الذي كان مرتفعا أكثر من اللازم.. زد على ذلك أنه لم يستطع التفريق بين التنشيط التلفزيوني وتنشيط حفل افتتاح مهرجان سينمائي.. ورغم ذلك كان أفضل من غيره ممن قاموا بهذه المهمة في دورات سابقة.. حبذا لو تم الاستغناء عن فرنسية ماكرون، التي كانت لها الهيمنة على ألسنة بعض من صعدوا منصة التكريم أو شاهدناهم على الشاشة (فيديو تكريم المخرج عبد القادر لقطع) وتعويضها إما بلغتنا الوطنية الثانية (الأمازيغية) أو باللغة الأنجليزية الأكثر انتشارا في العالم، كما حصل مثلا في ملصق الدورة الحالية للمهرجان..

على أية حال تحية حارة لمنشطة ومنشط حفل الإفتتاح معا.. ومزيدا من التألق لهما في تنشيط فقرات حفل الإختتام.

من جديد فقرة التكريمات، التي تميز بها حفل الإفتتاح، الذي انطلق متأخرا كالعادة بحوالي 90 دقيقة عن موعده المعلن عنه، إدخال بعض التعديلات عليها لعل أهمها عرض فيديو يتضمن شهادات في حق المخرج المكرم عبد القادر لقطع من طرف ممثلات وممثلين اشتغلوا معه في بعض أفلامه هم تباعا: منى فتو ورشيد الوالي (في فيلم “حب في الدار البيضاء”) ويونس ميكري (في فيلمي “وجها لوجه” و”ياسمين والرجال”) وسونيا عكاشة (في فيلم “نصف السماء”)، إلى جانب شهادة للباحث السينمائي الدكتور حمادي كيروم، المعروف بفصاحته الآسرة.

تميزت فقرة تكريم الإعلامية والسيناريست فاطمة لوكيلي أيضا بالشهادة الصادقة والتلقائية التي ألقتها في حقها صديقتها الشابة الفاعلة الثقافية مرية الضعيف، عضوة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بلغة بسيطة وفصيحة وعميقة (السهل الممتنع). كما تميزت بكلمة للمكرمة التي ذكرتنا من خلالها بتعاطفها منذ زمان مع القضية الفلسطينية، وخصوصا مع المقاومة وساكنة غزة وباقي الأراضي العربية المحتلة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها عليهم حاليا إسرائيل وحلفاؤها الغربيون.

أما تكريم قيدوم السينمائيين المغاربة لطيف لحلو فقد تميز بتسلمه لذرع التكريم من يدي وزير الشباب والثقافة والتواصل وبعرض أول أفلامه الروائية الطويلة “شمس الربيع” (1969) بعد ترميمه ورقمنته مؤخرا من طرف الخزانة السينمائية المغربية.

باقي فقرات حفل الإفتتاح (كلمة السيد الوزير، التعريف بالأفلام المبرمجة داخل وخارج المسابقات، تقديم لجن التحكيم…) كان المرور من فقرة لأخرى يتميز بنوع من السلاسة، وهذا يعني أن هناك إخراج محكم لهذا الحفل الذي أشرف عليه طاقم من التقنيين والمثقفين والفنانين وأطر المركز السينمائي المغربي وباقي الشركاء في اللجنة التنظيمية للمهرجان وعلى رأسهم مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة ومديرة الخزانة السينمائية المغربية.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل الإفتتاحي تضمن مفاجأة تمثلت في الطفل اليافع الموهوب  إسماعيل فيلالي الذي عزف مقطعا موسيقيا على البيانو ورافق الفنان الرقيق يونس ميكري وهو يشدو بجزء من أغنيته المشهورة “ليلي طويل”، وذلك في إطار مشروع “الموسيقى تستقر في المستشفى” الذي تشرف عليه مؤسسة عبد الرحمان فنيش بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبالمناسبة ألقت رئيسة هذا المشروع السيدة ليلى فنيش كلمة بعنوان “من الظلمات إلى النور”، جميلة بفصاحتها ومعبرة بمضامينها الإنسانية، ذكرت من خلالها بدور الفن في التخفيف من آلام المرضى بالمستشفيات وفتح آفاق الإبداع في وجوههم.

ملحوظة: الصور بعدسة الصديق الصحفي أحمد ردسي.

من طنجة: أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *