نظم “مُنتدى كفاءَات تاونات” فعّاليات مهرجان تاونات للشعر المغربي في نسخته الأولى- دورة الشاعر إدريس الجَاي. انطلقت هذه الفعّاليات يوم الجمعة 28 نونبر 2025، واستمرت إلى الثلاثين منه، وحملت النسخة الأولى دورة الشاعر الرّاحل إدريس الجَاي ابن تاونات. تميّزت الجلسة الافتتاحية الأولى من المهرجان، والتي سيّرها سعيد الغولي، بإلقاء الكلمات الرّسمية، تقدّم بها كل من: إدريس الوالي رئيس “منتدى كفاءات إقليم تاونات”، مراد القادري رئيس “بيت الشعر بالمغرب”، ثم فؤاد المهداوي الذي ناب عن الوزير المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل، بصفته مديرًا جهويًّا لقطاع الثقافة بجهة فاس- مكناس. وخلال نفس الجلسة، تمّ عرض شهادتين مُسجّلتين عبر مقاطع فيديو، واحدة لإدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية، والثانية ألقاها نجيب الزّروالي وارثي الوزير والسفير السابق. وانصبت كلمات المتدخلين حول خصال المُحتفى به، ودوره في إعطاء قيمة مُضافة للشعر المغربي، وذلك من خلال برامجه التي اشتهر بها، ومنها برنامج: “ناشئة الأدب”.
تميّزت جلسة أخرى سيّرها الإعلامي امحمد البوكيلي بمداخلة سمير الجَاي ابن الرّاحل ادريس الجَاي الذي حضر من فرنسا خصّيصًا للمشاركة في هذا المهرجان الشعري، وألقى بالمناسبة كلمة مؤثرة بالعربية الفصحى، مع العلم أنه لا يتقنها، بالإضافة إلى شهادات مُسجّلة قديمة في خزينة التلفزة المغربية، وهي تؤرخ لمسار الشاعر إدريس الجاي الإذاعية، بالإضافة إلى شهادات أخرى تقدم بها زملاء وزميلات عملوا معه في الإذاعة والتلفزة المغربية، وهم: محمد الغرملي، محمد قرّوق وآخرون. الشاعر عبد السلام المساوي، من جهته، تلا على الحاضرين أسماء الفائزين بجوائز ادريس الجاي الشعرية للناشئة، وكانت الجائزة الأولى من نصيب هند العيّان من تاونات، والثانية عادت إلى اسماعيل أيت إدار من إقليم الحوز، فيما آلت الجائزة الثالثة إلى هالة بوطلاقة من تاونات. وقد تكوّنت لجنة الفرز من الشعراء: محمد مفدي رئيسا، عبد السلام المساوي مقرّرًا وأمينة المريني وسعيد الغولي عضوين.
صباح اليوم الثاني من المهرجان، كان تلاميذ مؤسسة التفتّح للتربية والتعليم مع ورشة شعرية تعليمية، أطرتها الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي. الجلسة المسائية الأولى خصصت للاحتفاء بالشاعر الرّاحل، وتم الإدلاء فيها بشهادات في حق ادريس الجاي، تقدم بها كل من: الأديب والكاتب بالفرنسية سليم الجاي إبن الراحل، وهو مقيم في باريس، الصحفي أحمد قروق صديق المرحوم وزميله بالإذاعة والتلفزيون المغربي، وكذا الإعلامي والمخرج محمد الغرملي صديق الشاعر. الأمسية الشعرية الأولى شارك فيها الشعراء: مراد القادري، محمد بشكار، عبد الرحيم الخصار، اسماعيل علالي وإدريس الواغيش، أما التسير فقد قامت به الشاعرة نبيلة حمّاني.
جلسة صباح اليوم الثاني من المهرجان، كان للحضور فيه موعد مع ندوة علمية حول ديوان: “السّوانح” للراحل إدريس الجاي، كما رأته عيون النقاد، وقد شارك في هذه الندوة النقدية: محمد يعيش، سعيد بكور، محمد السعيدي، نصر الدين شردال وأحمد بلخير؛ وسيرها الشاعر والناقد إبراهيم الديب.
وفي مخيّم جبل “واد يفران” السياحي الجميل، مُخيّم يقع خارج مدينة تاونات ببعض كيلومترات في إطلالة ساحرة على سد “ساهلة” وال جبال المحيطة به، التقى المشاركون في المهرجان بعامل إقليم تاونات السيد عبد الكريم الغنامي، حيث نوّه بفكرة المهرجان الشعري، ورحّب بالشعراء والشاعرات ضيوف تاونات.
وبعد فترة الغداء بمخيم في جبل “واد يفران”، والاستماع إلى فقرات من الطقطوقة الجبلية الأصيلة برئاسة الفنان عزيز الزّوهري، انطلقت الأمسية الشعرية الثانية بمشاركة الشعراء والشاعرات: مليكة العاصمي، أمينة المريني، نجيب خداري، مخلص الصغير، صالح لبريني، علية البوزيدي الإدريسي وعادل لطفي.
الأمسية كانت من تسيير الاعلامي عبد السلام الزروالي الحايكي، واختتم تسييره للجلسة بإلقاء قصيدة أرسلها من فاس الشاعر عبد الكريم الوزاني. أما الفقرة الأخيرة التي أدارتها الفنانة والمخرجة السينمائية نجاة الوافي ابنة تاونات خُصّصت للتكريمات، وتمّ فيها تكريم الشعر والشعراء: مليكة العاصمي وقد ألقى في حقها الشاعر الموساوي كلمة راقية، أحمد مفدي الذي ناب عنه في الغياب لأسباب صحّية، حضور الناقد الألمعي عبد الكريم الرّحيوي، محمد علي علي الرباوي الذي قال في حقه كل من إسماعيل العلالي ونجيب خداري كلمات مُعبّرة.
الجو الماطر في تاونات صبيحة الأحد حال دون زيارة كانت مقرّرة إلى مسقط رأس الشاعر الراحل في كالاز، وتم تأجيلها إلى موعد لاحق، وبالتالي لم يكن في الإمكان أكثر مما كان.
متابعة: إدريس الواغيش



