(1)
ليل يلوح فتنجلي لغتي خيالا ً مشرقًا بالحب حيث
أسير لن ألوي الخيال عن اجتياز الشوك مبتسمًا بوجه
التائهين
لعل فيه عودة للآخرين إلى مودتهم
لعلي أستعيد قصيدتي فأضيء مثل الأمس أحلامًا تفوق
توهم الآني:
أن المجد مائدة وأن ليس الحياة سوى النقود
لعل منها الصبح يزهر بالوعود
حديقة للعاشقين
مشاربًا للظامئين
منازلا ً للغائبين
سكينة للنائمين
حقيقة للمسهدين
منافذًا للعابرين
مآذنًا للحائرين ..
ليل لعين كالنقود على متاهة آفلين
وآيلا ً كالذئب فوق التل يعوي للسماء وللقصيدة
والصباح ..
ليل يلوح فيستوي قمرٌ إلى الجوزاء
روحين استخارا الله لقيًا لا تفرق بعده
مهما يكن من عاذلين ..
..
ليل
ينام .
2)
يا شمعة المعنى
التي
كتبت وذاب
وجسًا ألد من الخصام
أقل ما يعني غرابا
أسفًا أحد من الضغينة كالأكنة ، مخلبًا أدنى ونابا
فارسمْ تر الأشياء أصغر من بعوض
يقرص الطفل الرضيع فلا ينام
وامسح رسومك تلك ثانية
تر الإنسان يأفل في طفولته وما بلغ الفطام
و الليل ما في الليل من ألم يقال له الظلام
فلم إذن نأسى على الصبح البعيد
وكل ما فيه ختام..!
هذا هو الحال الذي
يدعونه عيش الكرام
أو هكذا تبدو الحقيقة في جوارحنا غرابا
يا شمعة المعنى التي كتبت وذابا .
(3)
سأنظر من عيونك شارد البال الحقيقة
ثم أدرك سر ضوئي في المكان
أطفو هنالك
مُكثر التسبيح مبتسمًا أمام الحلم :
عن صحوٍ ينام ..!
أمد دفء جناحه في الأغنيات
محلقًا كالأفق
حتى أستعيد الصبح
من شفة المساء البوصلية
وليكن ليل كثيف كالسكون
يطقطق العشر الأصابع ثم يشبكها
ويقبض قبضة للرمل أخرى
لم تصب إلا الدموع النازفات أسى الكلام
ولا غناء سوى فراق المزهرية ..
وليكن ليل يسربل ثوبه
حتى يغادر دون أن يُلقي التحية
غار قبل الفجر خوفًا
مزمعًا حد الرماد على الأذية
خائر الجدوى حزينًا من مرور الوقت
لّما لم تزل للحلم أنفاس تغني
ممعن الإخفاق يأفل من أذان الديك
في قلبي حنين :
يا صلاة المريمّيات العظيمة يا سجود المسهدين .
(4)
وحده الليل من تستطيع زيارته كل يوم
وتبدي استياءك منه ولا يتبرم
تبدي التخوف منه فيبدي لك الأمن والحلم
يصغي لبوحك دون انفعال
كعتمته هادئ
كمدينته باردٌ
وحده الليل من يستحق مصافحة الطيبين
ومن يستحق صداقة كل حزين
وحده الليل لا يخذل العابرين
وحده الليل ليس يفرق بين الجميع
يحاول أن يمتطي بشرود خيال السكون
ومن ضلعه يُسلخ الصبحُ مبتسماً
إنما كيف يدرك – أعني هنا الصبح –
من أين جاء وينسى ولم يلق قط له بالسلام
(5)
وفي الليل
نستنطق الذكريات تجيب :بأنا على أغنيات المنى
نستريح وفي الليل
نستنطق الأصدقاء يرد الصديق الوفي بشو ٍق صريح
وفي الليل
نستنطق الورد بعض الصلاة وكان الجواب ندى الفجر
يزداد قبضة ريح
وفي الليل شعرٌ من الغيب يهمي بكل اللغات على أثره
رجع عذب الشفاه يرتل أشجاننا كالصلاة .
وفي الليل
قلب هي العين بالحب تظهر * لا كان من ليس يسهر *
حلم تقّدر * حبرًا من البحر أكبر * مستطرقًا ما تي ّسر *
من فرحة ليس تكسر *
وفي الليل
يزدان أفق التأمل بالفن والوعي أندى الجمال وأهدى
الخيال وفي الليل
ما
لا
نجيد
وما
لا
يقال .
(6)
وترٌ يرف كأمنية
حزنٌ يكف علانية
وعلى نسيم الورد أنبأ هدهدٌ :
أن الصباح يطل من عين
يجايلها الشجون فلم تنم ألمًا ألم بمن جفاها
فاستوى في الدمع وانهالت رياح
فترى المساء يعود يغفو ثانية..
وإذا جناح حمامة يدنو يبادر بالسلام
فاخفض جناحك للغناء وللحمام .
زياد السالمي – اليمن

