قال الشاعر حافظ ابراهيم :في قصيدة “العلم والأخلاق”
الام مدرسة اذا أعددتها // أعددت شعبا طيب الأعراق. هل مازال هناك من يتذكر معنى الأم وسط هذا الجشع والجري وراء المال؟؟؟؟
لقد تحولت مهمة الام أوالوالدين من مفهوم التربية على صيانة العرض، والتحلي بالأخلاق ،إلى الاهتمام بتكبير مؤخرة ابنتها ، وحث ولدها على الجري ولعب الكرة ، بشوارع الأزقة مهملا لدروسه _خاصة مع وجود التعليم الخصوصي _ ليس بالمفهوم الطبيعي الجميل للرياضة بل بمعنى” خليك أولدي من هاذ الكنانش مافيهم ايدام، وركز لي فشنو موراه الربحة “.بينما تعلم ابنتها _ كي تكون مواطنة صالحة لسوق العمل تربح أموالا طائلة يحترمها الكل من أجلها _ يجب أن تهتم بتسمين مؤخرتها بشتى الطرق ، ولو على حساب صحتها، وشكلها المزعج المقزز .تهيؤها لتقضي تدريبا عمليا بفيلات وقصوربعض السياسيين المستهترين ،الشذوذيين لتتأهل لسوق العمل بالعملات الصعبة خارج البلاد.
لقد أصبحت بعض البلدان الغنية _ للأسف نسميها الشقيقة _ تساهم بشكل كبير في تشجيع هذه المحتويات الدنيئة عبر مواطنيها في اللايفات الفاسدة ، وعبر الفيزات التي تبعثها تحت مسميات مبهمة!! لاستقدام من ترغب في تمثيله للمغرب. بل تركزعلى هذه الانواع من العاهات الموجودة عندنا ،وتملأ بها المطارات قادمين اوقادمات وعائدات أمام مواطنين من دول العالم وكأنها تريد أن تمسح معالم المغرب – التي عرف بها من ثقافة وحضارة ضاربة في القدم، وطبيعة خلابة لن يصنعها دولار أو بترول مهما حاولوا- لتضع محلها السياحة الجنسية التي تعود أعداء المغرب وحساده ان يرفعوها ككارط محروق كلما غلغل الحسد على قلوبهم المريضة.
هؤلاء رسالتهم واضحة للعيان ولا يهموننا في شيء،ما يهمنا هومحاربة هذه العاهات الاجتماعية التي بدأت تنتشر بسرعة مثل الخلايا السرطانية الخبيثة. ويجب على الدولة أن تتصدى لها بحزم وجدية لعلها تنقد البلاد وماء وجهها. من جهة ، تقنن منصات التواصل الاجتماعي التي تحولت معظمها ببلدنا الجميل الراقي حضاريا إلى مواقع إباحية، وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على الأجيال الصاعدة،؛ ومن جهة أخرى يجب أن تقنن حتى خروج هذه العاهات الاجتماعية من المغرب بدون إعادة النظر في سيرتهن الذاتية التي خولت لهن فيزا مبهمة ، ليكن أسوأ مثال ترغب هذه الجهات في تسويقه عن المغرب.أوتحرمهن من الجنسية المغربية التي لم يقدروا قيمتها الثقافية والحضارية العريقة.
إلى أين ببلاد الثقافة والحضارة العريقة؟؟!!
إلى أين بكفاءاتنا وغنانا الحقيقي الذي تعتمد عليه التنمية البشرية ، التي هي أساس المشروع الملكي العظيم. الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك تحت المسمى “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ” .من المفروض ان يكون قاعدتنا في التعامل مع كفاءات البلاد باي ميدان سواء التعليم ، أو الصحة أو غيرها من المجالات الحيوية الضرورية لنهضة الوطن والحفاظ على مكتسباته المادية والمعنوية.وألا يقتصر المشروع على ما تقوم به عمالات الأقاليم والجهات من اجتهادات محلية تشكر عليها.
يجب أن نضع “المشروع الملكي” نصب أعيننا كمواطنين أحرار ونحارب كل فساد ،بدءا من مواقع التواصل الاجتماعي الاباحية أو التي تروج للمحتويات الفاسدة بصفة عامة ؛ونحن نشجعها بكثرة المشاهدات والليكات،؛مهملين المحتويات الجيدة الهادفة.التي تفيدنا وتساهم في تكوين جيل صالح ، وتشرفنا دوليا لأنها تعبر فعلا عن مملكة المغرب العريقة .لنستيقظ بين الفينة والأخرى على كوارث نستغرب من وجودها ببلادنا ووطننا الحبيب ، ونحن من ساهم في تشجيعها.
د. نزهة الماموني