تتواصل إلى غاية 28 مارس المقبل فعاليات المعرض التوثيقي “تضامناً مع فلسطين” في عمّان، بتنظيم من “دارة الفنون” و”مؤسسة خالد شومان”.
وتعبّر الأعمال المشاركة في عن قسوة الصراعات والحروب وتداعياتها الوخيمة على البشر، وتمجّد فعل المقاومة في بعده الإنساني وتنتصر لقيم الحق والسلام.
ونُفذت الأعمال عبر وسائط فنية مختلفة أبرزها الرسم والتصوير والتصميم والخط والشعر والتركيبات الفنية وأعمال الفيديو.
وتتنوع التقنيات التي تستخدمها سميرة بدران في أعمالها لتضم الرسم بالأكريليك على الورق، والكولاج، والرسم بالحبر وقلم الرصاص، والمداخلات اليدويّة في الصور، والتقنية ثلاثية الأبعاد. وهي تدين في أعمالها الممارسات العنيفة التي يرتكبها الاحتلال على أرض فلسطين المحتلة.
أمّا أعمال جمانة أميل عبّود فتتضمن الرسم والفيديو والأداء الفني والنصوص وغيرها من الوسائط التي تبحر بها إلى مواضيع الذاكرة والفقد والتكيُّف والقلق.. ويتمحور اهتمام الفنانة حول أسئلة ترتبط بذاكرة مشدودة إلى الوطن والطقوس والممارسات الثقافية والفولكلور والحكايات الشعبية، وتعكس أعمالها المشهد الثقافي الفلسطيني، الذي يشهد صراعًا مع “الآخر” من أجل البقاء.
وتوثق أعمال رولا حلواني جدار الفصل العنصري مظهرةً أثره على حياة الفلسطينيين، وتقدم صورًا فوتوغرافية للجدار التقطتها خلال الليل، كنوعٍ من تحدي الخوف من جهة، ورغبةً في أن تكون الصور حادة ومستفزة، حيث تصطفّ الآليات العسكرة الكبيرة حول الجدار ويتعالى بجوارها نباح كلاب مسعورة.
أمّا أعمال منى حاطوم الإنشائية فتفرض نفسها على وعي المشاهد بقدرة ذاتية التأثير مثيرة للفضول، وتتشكل هذه الأعمال من مواد رتيبة غير لافتة (الشَّعر، الفولاذ، الصابون، الكرات الزجاجية، المطاط، الأسلاك، الخيطان..)، محاوِلةً تجسيد الوضع تحت الحصار والقيود. ويحتوي العمل المسمّى “مصباح” على أشكال مفرغة لجنود، وفي الوقت الذي يدور فيه المصباح المعلّق في السقف، تدور الظلال على الجدران لتحاصر المشاهد وتسائله.
وفي أعماله وممارساته الفنية، يستكشف خالد حوراني تفاصيل الحياة اليومية وما ينتج عنها من أحداث سياسية تسهم في تشكيل الواقع، وهو يستخدم أسلوبًا أقرب للسخرية السوداء ليؤشر على المعاناة المتكررة والمستمرة للشعب الفلسطيني.
وتقدم أملي جاسر أعمالاً منفَّذة بالعديد من الوسائط؛ كالفيديو والإنشاءات الفنيّة والمداخلات الفنيّة والأعمال الصوتيّة والمنحوتات.. وهي تتناول مواضيع تدور حول التحوّلات والمقاومة وآليات التوثيق، وتحاول إظهار الحكايات التاريخيّة المهمّشة ووضعها في بؤرة الضوء.
أمّا أعمال عبد الحي مسلم، فهي توثق لتاريخ فلسطين وبخاصة طقوس القرى الفلسطينية سواء بياراتها الطبيعية وبساتينها أو حياة ساكنيها وأعراسهم وكذلك مقاومتهم للمحتل الذي يتجسد غالبًا على شكل وحش. ويستخدم نعواش في أعماله نشارة الخشب والغراء التي يشكّل بها سطح اللوحة بأشكال نافرة تبدو كما لو أنها منحوتات بارزة.
أمّا أعمال أحمد نعواش فتوثّق للمعاناة الفلسطينية عبر التشكيلات البصرية والألوان الحادة التي تُظهر أشكالًا بشرية وحيوانية متداخلة ومشوّهة، إذ يمكن للشكل الواحد أن يتضمّن رأسين وأربع أرجل، أو رأسًا وثلاثة أيدٍ وقدمًا واحدة.
وتتسم أعمال إسماعيل شموط بالأسلوب الواقعي التعبيري، ويتناول فيها القضية الفلسطينية مصورًا الخروج من الوطن، ومخيمات الشتات، والمجاميع البشرية التي تذكّر بمعاناة التهجير والشتات.
وتعكس أعمال ليلى الشوا رؤيتها الخاصة حول الأوضاع السياسية في فلسطين، من خلال تسليط الضوء على الظلم والاضطهاد، وتتضمن ممارساتها الفنية استخدام عدة وسائط منها الطباعة والتصوير والرسم والتراكيب الفنية.
أمّا وائل شوقي فيستكشف في أعماله الأحداث المفصليّة في العقود الأخيرة، ففي فيلمه الإنشائي التحريكي “حديقة الأقصى” يضيء الفنان على أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتظهر قبّة الصخرة على هيئة شكل دائري متحرّك ومضيء أشبه بلعبة من تلك المنتشرة في المدن الترفيهيّة وهي تعلو وتستدير بأضواء تومض وتنطفئ، ربّما كانعكاس للوضع السياسي المحيط وموضع القدس في الصراع.
ويُعرض في مختبر مؤسسة خالد شومان عمل لسهى شومان، هو عبارة عن تركيب قائم على النصوص يحمل عنوان “لن نرحل”، ويتضمّن عبر أجزاء متصلة توثيقاً للّحظة الراهنة ضمن مسار حرب مستمرة منذ عقود.
ويُقدم المعرض إلى جانب ذلك توثيقاً لأسماء فنانين ومنسّقي معارض ونشطاء ثقافيين وصحفيين تم استهدافهم أو إسكاتهم أو تهديدهم كنتيجةٍ لتضامنهم ودعمهم للحق الفلسطيني، بالإضافة إلى توثيق أسماء المواقع الثقافية والأثرية والتراثية التي تعرضت للتدمير خلال العدوان على غزة.
طنجة الأدبية-وكالات