الرئيسيةأخبارلقاء الوفاء بفاس.. تكريما للدكتور عز الدين الخطابي

لقاء الوفاء بفاس.. تكريما للدكتور عز الدين الخطابي

احتضن مقر منظمة التضامن الجامعي المغربي (المكتب الإقليمي/فرع فاس) لقاء ثقافيا- تكريميا احتفاء بالمترجم والباحث في الفلسفة والسينما والعلوم الإنسانية الدكتور عز الدين الخطابي، وذلك ليلة الجمعة 29 مارس الجاري ابتداء من التاسعة، بحضور ثلة من المثقفين والجمعويين ورجال ونساء التعليم المقيمين بفاس.

تضمن برنامج هذا اللقاء كلمة تقديمية بإسم الجهة المنظمة (التضامن الجامعي المغربي) ألقاها الكاتب العام الإقليمي بفاس الأستاذ عبد الفتاح بناني، وقراءة جامعة مانعة في كتاب “فلسفة وعلوم التربية” (نصوص من ترجمة المحتفى به) شارك بها الباحث الأكاديمي الدكتور عز العرب لحكيم بناني (رئيس مختبر الفلسفة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس)، وتكريما لعز الدين الخطابي شمل أربع شهادات في حقه قدمها أساتذة من أصدقائه وزملائه. واختتم اللقاء بالإستماع إلى كلمة مسجلة بعث بها المكرم، الذي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية خارجة عن إرادته، بعد أن سلمت له بمنزله شهادة وفاء وتقدير مع ذرع التكريم.

في كلمته التقديمية تحدث فتاح بناني عن عز الدين الخطابي كصديق وإنسان مشيدا بنبله وتواضعه ودماثة أخلاقه، ومستعرضا لجوانب من ذكرياته معه منذ مرحلة الطفولة، خصوصا وأنهما كانا ينتميان إلى نفس الحي بفاس العتيقة، ومذكرا بجديته والتزامه ومسؤوليته ونضاله الجمعوي والنقابي والحقوقي عندما كان يشتغل أستاذا للفلسفة من 1978 إلى 1996 إلى جانبه بثانوية أم البنين بفاس. كما أشار باختصار إلى أهم المراحل في مسيرته المهنية كأستاذ من ثانوية أم البنين بفاس إلى المدرسة العليا للأساتذة بمكناس (شعبة الفلسفة) وجامعة المولى إسماعيل.

أما الأكاديمي عز العرب لحكيم بناني فقد تعرض في ورقته عن كتاب “فلسفة وعلوم التربية”، الصادر عن دار خطوط للنشر والتوزيع والترجمة سنة 2020، إلى محتوياته وهي عبارة عن نصوص منتقاة تتمحور حول فكرة أساسية هي الإقرار بالتلازم الحاصل بين التربية والقيم، لمفكرين وبيداغوجيين من قبيل كيرلان وبوطي وفينيو وآخرين، ترجمها عز الدين الخطابي وقدم لها، ولم يتوقف بالعرض عند مضامين هذه النصوص  فحسب بل ناقش ما جاء فيها من أفكار فلسفية وتربوية وغيرها بعمق الباحث المتخصص وحسه النقدي. ومعلوم أن للأستاذ لحكيم بناني معرفة سابقة بالخطابي منذ العصر الذهبي لحركة الأندية السينمائية بفاس، كما ترسخت العلاقة بينهما بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس عبر مشاركتهما معا في مجموعة من الندوات الفكرية، وله اطلاع واسع على كتاباته وترجماته المختلفة.

في الشق الثاني من هذا اللقاء، المخصص للتكريم، ألقيت أربع شهادات في حق الدكتور  الخطابي، الأستاذ والإنسان والباحث والمترجم والسينفيلي والمناضل الجمعوي والحقوقي والنقابي، من طرف الأساتذة أحمد سيجلماسي وزهور المرساوي وعبد الكريم غريب ولحسن سحيسح، سلطت بعض الأضواء على مسيرته المهنية (كأستاذ وباحث ومؤطر) والإبداعية (ككاتب ومترجم وناقد سينمائي ومنشط ثقافي) وخصاله الإنسانية النادرة وأخلاقه الرفيعة. ولم يفت الحاضرين الاستماع إلى كلمة شكر له بالمناسبة، مسجلة في مقر سكناه أثناء زيارة للإطمئنان على صحته قام بها وفد يمثل الجهة المنظمة للقاء، فيما يلي نصها: أتقدم بجزيل الشكر والإمتنان للأخوات والإخوان أعضاء المكتب الإقليمي لمنظمة التضامن الجامعي المغربي، فرع فاس، ولجميع الصديقات والأصدقاء المشاركين في هذا الحفل التكريمي الذي لم تسعفني ظروفي الصحية لحضوره مع كامل الأسف.

كما أقدر هذه العناية من طرفكم، كدليل على السلوك الراقي والفاضل الذي يساهم في تعزيز ثقافة الإعتراف وفي تنشيط العمل الثقافي الجاد ببلادنا، وهي عناية جسدها شعار هذا التكريم الجميل وهو: لقاء الوفاء.

إنها مبادرة رائعة ومحمودة في هذه الأجواء الرمضانية الكريمة، فكل التقدير والمحبة للمشرفين عليها وللذين عملوا على تخصيص جزء من وقتهم الثمين للمشاركة فيها، وأخص بالذكر هنا سي عز العرب لحكيم بناني وسي حسن بنعدادة، وأستسمح باقي الصديقات والأصدقاء الذين لم أذكرهم بالإسم. فمحبتي للجميع قائمة وشكرا مرة أخرى على مبادرتكم الطيبة.

تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء من تنظيم المكتب الإقليمي لمنظمة التضامن الجامعي المغربي (فرع فاس) بتنسيق مع مكتبة حسن بنعدادة، التي خصصت ركنا من الفضاء المحتضن للقاء لعرض عينة من مؤلفات وترجمات الدكتور الخطابي ومن بينها أحدث ما صدر له مؤخرا من ترجمات ضمن منشورات المنظمة العربية للترجمة، وهو كتاب “العلم والوعي” لإدغار موران في 352 صفحة من الحجم الكبير. وبهذا الكتاب الجديد بلغ العدد الإجمالي لمؤلفات وترجمات هذا الكاتب والمترجم المبدع رقم 96، بين كتب فردية وثنائية وجماعية تنتمي من حيث مواضيعها إلى حقول الفلسفة والعلوم الإنسانية (السوسيولوجيا والبيداغوجيا أساسا) والأدب والسينما والفن عموما…

 

من فاس: أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *