الرئيسيةأخبارمحمد فكاك (1948- 2024).. وداعا…

محمد فكاك (1948- 2024).. وداعا…

عن عمر ناهز 76 سنة، وبعد معاناة مع المرض، توفي بالرباط صباح الأربعاء 3 يناير 2024 الأستاذ محمد فكاك، المناضل الإستثنائي وأيقونة مهرجان السينما الإفريقية بعاصمة الفوسفاط، وسينقل جثمانه إلى مدينة خريبكة ليدفن بها.
ومعلوم أن هذا المناضل الثقافي والحقوقي، الذي كان يضفي بحضوره وشغبه الجميل نكهة خاصة على دورات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية منذ أكثر من 45 سنة، كان معروفا بكوفيته الفلسطينية وبلباسه المزركش بصور زعماء وثوار العالم الثالث (عبد الكريم الخطابي، جمال عبد الناصر، المهدي بنبركة، تشي غيفارا…) في محطات تاريخية معينة، وبتدخلاته المثيرة أحيانا في جلسات مناقشة الأفلام وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية التي كان ولا يزال يزخر بها البرنامج العام للمهرجان المذكور في كل دورة من دوراته منذ لحظة التأسيس سنة 1977.
وهذا ليس غريبا على شخص عشق السينما وارتبط بأنديتها وناضل لسنوات داخل صفوف الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وخارجها إبان سنوات الرصاص، خصوصا في سبعينيات القرن الماضي، سواء عندما كان طالبا جامعيا بالرباط أو عندما أصبح أستاذا للفلسفة بمراكش قبل أن يتمم دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباطية، حيث عانى من المضايقات ومحاولات التصفية الجسدية. فطيلة مسيرته التعليمية كأستاذ للفلسفة بمراكش والفقيه بنصالح وخريبكة أو كحارس عام بثانوية الليمون بالرباط أو كأستاذ للغة العربية بواد زم، مسقط رأسه سنة 1948، أو خارجها في محطات أخرى من حياته، ظل الراحل فكاك مؤمنا بأفكاره الثورية ومدافعا عنها داخل خريبكة وخارجها. كما ظل مرتبطا بالفكر الوطني المغربي وبقيم النبل والحداثة طيلة حياته المهنية وبعد تقاعده الإداري.
تجدر الإشارة إلى أن الراحل محمد فكاك قد حظي، قيد حياته، بتكريمات لعل أهمها تكريمه في حفل افتتاح الدورة السابعة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات سنة 2013، حيث ألقى في حقه الأستاذ آيت عمر المختار (ثاني رئيس للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب) شهادة معتبرة وعرض بالمناسبة شريط فيديو بعنوان “محمد فكاك عاشق السينما الملتزمة”، من إعداد حسن وضمير اليقوتي وتوثيق عبد الحق بوزيد، تضمن صورا قديمة وجديدة له وحديثا معه يعكس جانبا من أفكاره ومواقفه وعشقه للسينما وثقافتها.
كما خصص له الصحافي والناقد السينمائي أحمد بوغابة أربع صفحات (86- 89) تتوسطها صورة كبيرة له في كتابه “سفر في منعرجات تاريخ مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة” (2017).
رحم الله الأستاذ فكاك وألهم ذويه وأصدقاءه الصبر الجميل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *