عقدت جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق،يوم الجمعة، لقاءً في المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، لتقديم الطبعة الثالثة من رواية “جنوب الروح” للكاتب محمد الأشعري. شارك في الفعالية الناقد عبد النبي دشين، وحضر اللقاء شخصيات سياسية ومهتمون بالشأن الثقافي والأدبي.
تأتي هذه الفعالية ضمن برنامج سنوي يهدف الى تعزيز فعل القراءة ودعم الكتّاب والمبدعين المغاربة، الذين ساهموا بشكل كبير في إثراء الثقافة الوطنية وتشجيع القراءة في ظل تفاقم دور وسائل التواصل الاجتماعي.
تحدث محمد الأشعري عن أهمية اللقاء قائلاً: “إن هذا اللقاء يتعلق بمسألة نادرة في الثقافة المغربية، وهي إعادة طبع كتاب بعد مرور حوالي 25 عامًا من صدور طبعته الأولى”. وشدد على أن الرواية تتناول قضايا حميمية تتعلق بالأصول والهجرة وتداولاتها الثقافية والإنسانية.
وأكد الأشعري أن العودة إلى هذا النص الروائي كانت أدبية بشكل رئيسي، حيث استمدت الرواية مواضيعها من الحياة الريفية التي عاشت في عزلة عن التحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع المغربي، مشيراً إلى أنها تمثل احتفاءً بالحياة المنفصلة التي بنيت جسورًا مع الواقع الحالي.
وأضاف الناقد الأدبي عبد النبي داشين خلال قراءته النقدية للرواية، أن تيمة الموت تظهر بشكل بارز في أعمال الأشعري، مشيراً إلى أن ما يميز هذه الرواية هو الحديث عن مفهوم الموت للأفراد والأماكن.
وقد اعتبر مصطفى العوزي، رئيس جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داوود بالمضيق، أن هناك توازناً نادرًا بين المثقف والسياسي في تاريخ المغرب المعاصر، مشيراً إلى إسهامات الأشعري خلال فترة توليه وزارة الثقافة، حيث قاد مشاريع هامة في مجالات الكتاب والمسرح والفنون التشكيلية والسينما.
تدور أحداث الرواية على مدى 160 صفحة حول أسرة “آل الفرسيوي” من بني عكي قبيلة بني توزين بتمسمان بإقليم الناظور، حيث يروي الأشعري جوانب من تاريخها، ويتناول قصة هجرتها نتيجة للأوبئة والمجاعات إلى مدينة زرهون، ويبحث في أصول العائلة وجذورها السلالية.