الرئيسيةمقالات و دراساتمقالة: البر بالوالدين سلوك إنساني وواجب ديني

مقالة: البر بالوالدين سلوك إنساني وواجب ديني

للأم دور كبير في المجتمع، سواء بالتربية الحسنة أم التنشئة الصالحة؛ كما أن للأم مكانة خاصة في الإسلام. وقد خصها بمراتب عالية بالنسبة لغيرها من البشر. كما أن الله جل جلاله جعل رضاها وطاعتها مقرونة بطاعته. وعن الرسول (ص): “جاء رجلٌ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال:أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أبوك (متفق عليه).
إن الأمّ أعظم من أيّ كلماتٍ تقال، ومن أشرف ما يدلّ على عظم فضل الأمّ، أنّ الله تعالى ربط شكر الإنسان لوالديه، بشكره لله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
للام حقوقٌ، مهما فعل الأبناء اتجاهها، فلن يوفوها حقّها، كما ان على الأبناء الاجتهاد في ذلك، وبذل أقصى ما يمكنهم من البرّ والإحسان؛ لينالوا رضا الله تعالى في دنياهم وآخرتهم.
وللابناء واجبات اتجاه أمهاتهم، سواء كانت مادية أم معنوية، وهو ما يدخل في واجب البر بالوالدين، والتعامل معهما بكل عطف وحنان. إن كمال الإحسان يتحقّق من خلال الإحسان إلى الأمّ، فالأمّ هي روح البيت، وسعادة القلب، وبرؤيتها يطيب العيش، وتسعد النّفس، ولو جمعت كلّ كلمات الدّنيا لتفي حقّ الأم، فلن توفيها حقّها.
ولذا لا يجب علينا اهمال الأمهات في خريف العمر، إرضاء لأنانيتنا ونزواتنا الشخصية، أو تقليدا لما أصبحت عليه بعض الأسر بإدخال الأم دار الرعاية، بحجج شتى الأسباب، ككثرة الأعمال أو صغر البيت وما أشبه …
فالبر بالوالدين لا يجيز وضع الابن أحد والديه أو هما معا في دار المسنين أو الرعاية ؛ لما في ذلك من قطيعة بينه وبينهما، بينما جعل الله سبحانه وتعالى البر بالوالدين من حسن الخاتمة، في الوقت الذي توعد العاق بتعجيل العاقبة في حياته قبل موته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله تعالى يُعَجِّلُهُ لصاحبه في الحياة قبل الممات).
إن طبيعة تقاليدنا وأعرافنا وقيمنا، تأبى أن يعامل إنساننا والديه على صورة ما يفعل آخرون في أمم فقدت روابطها الأسرية، نتيجة ما سادها من أنانية وفقدان الحس الإنساني.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *