في موضوع: “النقل: اللغات والفنون والثقافات في قلب تحديات التنمية المستدامة”، اختتمت يوم الأحد 25 نونبر 2023 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، بفاس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – المملكة المغربية، وقائع المؤتمر الدولي الثالث للشبكة الدولية POCLANDE (الشعوب، والثقافات، واللغات، والتنمية)، الذي انتظمت فعالياته على مدى أربعة أيام كاملة (من 22 إلى 25 نونبر 2023)، حيث سهر على تنظيمها مختبر علوم اللغة، والآداب، والفنون، والتواصل، والتاريخ (SLLACH) بنفس الكلية، بتعاون مع الشبكة الدولية (POCLANDE)، وبتنسيق مع مجموعة من المؤسسات والبنيات البحثية: مختبرات ومراكز ومعاهد وطنية ودولية.
هذا، وقد ثمّن الحفل الختامي للمؤتمر كل مجهودات المشاركين، والمنظمين، والداعمين، والمانحين الذين ساهموا بفعالية في إنجاح وقائع هذا الملتقى العلمي الغني، وتحقيق كل أهدافه؛ كما حملت توصيات المؤتمرين عمق رغبة قوية من كل الباحثين في تعزيز المسار العلمي، والبحثي، والتعاوني الذي ميز روح التفاعل العلمي الذي ساد أجواء مختلف جلساته العلمية. وتوّجت هذه التوصيات أشغال المؤتمر ببيان جاء فيه ما يلي:
1- تعزيز التخطيط اللغوي غير المقيد:
– تشجيع اتباع نهج غير مقيد في التخطيط اللغوي، مع الاعتراف بثراء التنوع اللغوي والثقافي.
– تطوير السياسات اللغوية الشاملة التي تعترف بقيمة جميع اللغات والثقافات وتعزيزها، وخاصة تلك المرتبطة بمجتمعات الأقليات.
2- تعزيز دور المناصرة:
– رفع مستوى الوعي بين صانعي السياسات ومدراء المؤسسات وفعاليات المجتمع المدني بأهمية “النقل” لتحقيق التنمية المستدامة.
– الدعوة إلى سياسات لغوية وثقافية عادلة ودعم المبادرات الرامية إلى الحفاظ على التراث المادي وغير المادي.
3- دمج نقل اللغات والثقافات في التنمية المستدامة:
– الاعتراف بأن نقل اللغات والثقافات يلعب دوراً رئيساً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
– إدماج هذا البعد في استراتيجيات التنمية المستدامة العالمية، مع الحرص على ضمان مساهمة إجراءات النقل في الحفاظ على التنوع البيولوجي، والإدماج الاجتماعي، والاستدامة البيئية.
4- تعزيز “النقل” ودوره في بيئات التعلم:
– إيلاء اهتمام خاص لنقل لغات الأقليات في بيئات التعلم.
– تشجيع دمج اللغات في البرامج التعليمية، ودعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز المهارات اللغوية والثقافية للمتعلمين.
5- تعزيز الأدب والتعليم في عملية النقل:
– تشجيع إنشاء المصنفات الأدبية والموارد التعليمية التي تعزز التنوع اللغوي والثقافي مع ضمان مقتضيات نشرها واستخدامها.
– التأكد من قدرة هذه الأدوات التعليمية على دمج وجهات النظر المرتبطة بالتنمية المستدامة.
6- التفكير في القضايا الأخلاقية المتعلقة بالنقل:
– مع مراعاة القضايا الأخلاقية المرتبطة بنقل اللغات والثقافات، لا سيما ما يتعلق منها باحترام حقوق المجتمعات، والتوافقات المتوازنة، وحماية التراث الثقافي.
7- استكشاف الروابط المقررة بين الثقافة والدين والصحة والبيئة:
– تعميق فهم الروابط المعقدة بين انتقال اللغات، والثقافات، والدين، والصحة، والبيئة.
– تشجيع البحوث متعددة التخصصات لاستكشاف هذه التفاعلات وتطوير مناهج متكاملة تأخذ بعين الاعتبار هذه الأبعاد المختلفة.
8- تشجيع التبادل اللغوي والثقافي البيني:
– تعزيز النقل اللغوي والثقافي البيني / الداخلي من خلال تشجيع التبادل، والتفاعلات، والتعاون بين المجتمعات اللغوية والثقافية المختلفة.
– خلق المشاريع والمبادرات الرامية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل.
وقد أكد المؤتمر على أن تنفيذ هذه التوصيات، سيمكن من المضيّ قدمًا نحو مستقبل يساهم فيه نقل اللغات والفنون والثقافات -بشكل كامل- في التنمية المستدامة، كما حثّ على مواصلة العمل التفاعلي، وتعزيز الشراكات والتعاون لمواجهة التحديات التي تواجهنا.
وفي الأخير، توجه منظّمو المؤتمر بالشكر والتقدير إلى كلّ الفاعلين في تنظيمه وإنجاحه، شاكرين الجميع على التزامهم ومساهمتهم القيمة في إنجاح هذا الحدث العلمي، ومؤكدين على أن العمل الجماعي سيمكن حتماً من خلق عالم أكثر شمولاً واستدامة واحترامًا للتنوع اللغوي والثقافي.
سامي دقاقي / المغرب